بعد أسبوع من الحصار.. تنديد ومظاهرات وقوافل إغاثة عربية لدعم غزة
بعد أسبوع من الحصار.. تنديد ومظاهرات وقوافل إغاثة عربية لدعم غزة
ردود فعل واسعة تزامنت مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، السبت 7 أكتوبر، وما أعقبها من العمليات العسكرية الإسرائيلية العنيفة في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، حيث أعربت دول عربية وأجنبية، عن إدانتها الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة إزاء الشعب الفلسطيني، مؤكدة دعمها حقوق الفلسطينيين.
وفي الأسبوع الأول للاعتداء، انطلقت مساعدات إنسانية من دول عربية عدة على رأسها مصر والإمارات لمساندة الشعب الفلسطيني، كذلك انطلقت مظاهرات حاشدة في الأردن ومصر والكويت والعديد من الدول العربية للتنديد بالعدوان وقتل الأطفال والمدنيين.
وتواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي، حيث تقوم الطائرات الحربية بتوجيه غارات جوية على جميع أنحاء القطاع، مخلفة دمارا واسعا في منازل المواطنين.
وارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية حتى السبت إلى 2215، بينهم 724 طفلا، و458 سيدة، والإصابات إلى 8714، منهم 2450 طفلا و1536 سيدة.
وفجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023 أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى" مطلقة أكثر من 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة، كما نفذ المقاتلون الفلسطينيون عمليات نوعية، حيث اقتحموا عددا من مستوطنات الغلاف واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية وقتلوا وجرحوا عددا منهم، كما أسروا عددا من الجنود والمستوطنين، وسيطروا على آليات إسرائيلية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، بارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين خلال عملية "طوفان الأقصى" إلى أكثر من 1400 شخص، والجرحى إلى أكثر من 4000.
وساطة مصرية
وفي بداية الأزمة، تسارعت التحركات المصرية الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لتهدئة الأوضاع واحتواء تبعات الأزمة.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة.
كذلك أعلنت السلطات المصرية، الخميس، توجيه المساعدات الدولية المقدمة من الجهات الراغبة في إغاثة سكان قطاع غزة إلى مطار العريش الدولي في شمال شبه جزيرة سيناء.
وأكدت أن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة مفتوح للعمل ولم يتم إغلاقه في أية مرحلة منذ بدء الأزمة الراهنة، فيما طالبت القاهرة إسرائيل بتجنب استهداف الجانب الفلسطيني من المعبر.
ومن جانبه، أعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مصر، الثلاثاء، أنه يعمل على تجهيز قافلة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية للفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بتوجيهات من الرئيس، عبدالفتاح السيسي.
وقال التحالف الوطني في بيان إن القافلة المصرية تضم أطباء من شتى التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم سكان غزة، الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وشدد على مواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع في غزة.
وقاد الأزهر الشريف انتفاضة جديدة دعما لقطاع غزة، في محاولة لإيقاظ ضمير العالم ولفت الأنظار إلى ما يتعرض له سكان القطاع على يد قوات الجيش الإسرائيلي، من قصف ودمار وقتل على مدار 7 أيام متواصلة، منذ بدء عملية «طوفان الأقصى».
الإمارات تدعو للسلام وتقدم الدعم لغزة
مساندة كبيرة قدمتها الإمارات العربية المتحدة، حيث أمر رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين.
وقالت وكالة أنباء الإمارات إن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمر بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون.
وأضافت أن هذا الدعم يأتي من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في إطار مواقف دولة الإمارات ونهجها تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف، ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.
ومن جانبه، وجه نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون.
وأرسلت الإمارات، الجمعة، طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش في مصر، ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك لتقديم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، سلطان محمد الشامسي إن هذه المبادرة تأتي ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الإمدادات الإغاثية للشعب الفلسطيني الشقيق في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها، وأضاف أن الإمارات بادرت بشكل عاجل إلى إرسال المساعدات نتيجة الحاجة الملحة للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة.
ونوه بأن المساعدات الطبية التي أرسلتها الدولة بالتنسيق مع مصر في انتظار إدخالها بشكل عاجل إلى قطاع غزة، تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة وخاصة الأطفال والنساء.
وفي بداية الأزمة، أعربت دولة الإمارات عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وشدّدت على ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين، وقدمت خالص التعازي في جميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة، وفق "وام".
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة، وأشارت الوزارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة، وبصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تدعو إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي، وتحث المجتمع الدولي على دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
الأردن.. مساعدات ودعم
كذلك لم تتوانَ الأردن عن المساندة والدعم، وتنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، أرسلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية الأردنية والقوات المسلحة الأردنية، سلاح الجو، أولى طائرات المساعدات الإغاثية إلى الأهل في قطاع غزة.
وتحمل الطائرة مواد طبية وأدوية، حيث ستتجه الطائرة وبالتنسيق مع السلطات المصرية إلى مصر ومن ثم عبر معبر رفح إلى قطاع غزة، ليصار إلى تسليمها للجهات الطبية العاملة في القطاع، وذلك حسب الاحتياجات الأساسية والعاجلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية ومدّها بها لضمان استمرارية تقديم العلاجات والإسعافات ضمن الظروف التي يمر بها القطاع.
ونقلت الوكالة على لسان أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي قوله: "منذ صدور التوجيهات الملكية السامية، بدأت الهيئة باتخاذ الإجراءات لتجهيز أولى الإمدادات الطبية العاجلة لقطاع غزة، وتأمين المستشفيات والجهات العاملة في هذا المجال بمواد طبية وأدوية للوقوف بجانب الأهل في غزة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية المعنية وسلاح الجو والشركاء من القطاع الطبي".
الكويت تدين الحصار
تظاهر مئات المواطنين برفقة وزير التجارة والصناعة الكويتي ونواب حاليين وسابقين مساء يوم الجمعة في العاصمة الكويت، معربين عن دعمهم قطاع غزة، ومنددين بالعدوان الإسرائيلي المستمر.
كذلك أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، الثلاثاء، أن فريقا تابعا لها يتولى توزيع مواد غذائية ووجبات يومية على الأشقاء في قطاع غزة الذين يعانون أوضاعا إنسانية مأساوية، نتيجة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وأكدت الأمين العام في الجمعية مها البرجس لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، حرص الهلال الأحمر الكويتي على الوقوف إلى جانب المتأثرين والضحايا في قطاع غزة ومساندتهم وتعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم الراهنة.
وقالت البرجس إنه تم توزيع الحصص الغذائية والوجبات اليومية على النازحين الفلسطينيين في مراكز الإيواء من خلال فريق الهلال الأحمر الكويتي الموجود هناك، كما تم التواصل أيضا مع الأشقاء في الهلال الأحمر الفلسطيني للاطلاع على الاحتياجات الطبية والإغاثية بشكل عاجل.
ولفتت إلى أن الهلال الأحمر الكويتي يسخر إمكاناته كافة لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتخفيف من معاناته نتيجة العدوان الإسرائيلي.
وذكرت أنه بتعاون بين الجمعية والهلال الأحمر المصري تم تجهيز قافلة مساعدات ومستلزمات طبية للأشقاء في قطاع غزة، كما سيقوم الهلال الأحمر الكويتي بالكثير من المبادرات والجهود لدعم المتضررين جراء ما خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحثت البرجس المواطنين والقطاع الخاص على المساهمة الفاعلة في دعم حملة (أغيثوا فلسطين) التي أطلقتها الجمعية لمصلحة الشعب الفلسطيني ومساعدته في مواجهة هذه الأزمة التي يعيشها حاليا.
وفي بداية الأزمة، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن قلق الكويت البالغ حيال تطورات الأحداث الأخيرة والتصعيد الحاصل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، التي جاءت نتيجة لاستمرار الانتهاكات والاعتداءات السافرة التي ارتكبتها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وفق "كونا".
وأكدت الوزارة، في بيان لها، دعوة دولة الكويت للمجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته وإيقاف العنف الدائر وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وإنهاء الممارسات الاستفزازية، خاصة الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك وسياسة التوسع الاستيطاني.
وشددت على موقف دولة الكويت الثابت والمبدئي في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ومساندته وصولا إلى حصوله على كامل حقوقه وأهمها دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، محذرة من أن استمرار دائرة العنف دون إيقافها وردع المتسببين بها من شأنه تقويض جهود السلام وحل الدولتين.
السعودية دعت لوقف العنف وفك الحصار
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة تتابع عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي، ما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عددٍ من الجبهات هناك، وفق واس.
وأضافت في بيان لها تناولته الصحف، تدعو المملكة إلى الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس، وتذكّر المملكة بتحذيراتها المتكرّرة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدّساته.
وجددت المملكة العربية السعودية، الجمعة، رفضها دعوات "التهجير القسري" للفلسطينيين من قطاع غزة وندّدت باستمرار استهداف إسرائيل "للمدنيين العزّل"، وأكدت وزارة الخارجية السعودية إدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك.
وجدّدت الخارجية السعودية "مطالبتها المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف كافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، ومنع حدوث كارثة إنسانية، وتوفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة لسكان غزة".
وأضافت أنّ "حرمانهم من هذه المتطلبات الأساسية للعيش الكريم يُعد خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وسيفاقم من عمق الأزمة والمعاناة التي تشهدها تلك المنطقة".
المغرب يعرب عن قلقه
وأعربت المملكة المغربية عن قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة.
وأدان المغرب، في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية المغربية استهداف المدنيين من أي جهة كانت، داعيا إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة.
وقال المغرب "إنه طالما حذر من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك".
وأكدت المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس، أن نهج الحوار والمفاوضات يظل السبيل الوحيد للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس قرارات الشـرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.