بين السجن والطرد.. مأساة دلال أبو آمنة وعرب 48 في إسرائيل
بين السجن والطرد.. مأساة دلال أبو آمنة وعرب 48 في إسرائيل
سلطت الحادثة التي تعرضت لها الفنانة الفلسطينية دلال أبوآمنة خلف قضبان السجون الإسرائيلية، الضوء على معاناة عرب 48 منذ انطلاق أحداث الحرب في غزة، إذ تعرض بعض منهم في القدس الشرقية للطرد من العمل أو الجامعة أو السجن بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضامن مع القطاع، وفق شهادات وبيانات للشرطة الإسرائيلية.
المحامية عبير بكر، موكلة الفنانة دلال أبوآمنة التي اعتقلت قبل 4 أيام لفترة قصيرة في مدينة الناصرة، قالت إن دلال "توجهت إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بعد أن تلقت مئات رسائل التهديد بالقتل باللغتين الإنجليزية والعبرية لها ولعائلتها، فتم التحفظ عليها لأنها نشرت تعليقا على فيسبوك"، وفق وكالة فرانس برس.
فلماذا تم اعتقال دلال؟ وما هي مظاهر التمييز العنصري التي يتعرض لها عرب 48 في هذه الفترة؟ وما علاقة الحرب في غزة بذلك؟
محامية دلال التي تلقى شهرة واسعة في فلسطين، قالت إن أفرادا من الشرطة الإسرائيلية "وضعوا الأصفاد في يديها وقدميها، وتعاملوا معها بإهانات وإذلال، يريدون أن يخيفوا الناس ويلقنوهم درسا عبر دلال".
ونشرت دلال أبوآمنة على صفحتها منشورا باللون الأسود جاء فيه "لا غالب إلا الله"، فيما أوضحت الشرطة الإسرائيلية في بيان أنها أوقفتها بشبهة "نشر منشور تحريضي" وبشبهة "سلوك قد ينتهك السلم العام".
وبالإضافة إلى كونها مغنية، فإن دلال أبوآمنة طبيبة وباحثة في علم الأعصاب في مدينة حيفا، ولديها مليون متابع على "إنستغرام".
إقامة جبرية
وقضت محكمة الصلح في مدينة الناصرة، الأربعاء، بإطلاق سراحها من السجن وفرضت عليها الإقامة الجبرية في بيت والدتها بمدينة الناصرة حتى 23 أكتوبر، ودفع كفالة مالية بقيمة 2500 شيكل أي نحو (625 دولارا أمريكيا)، وعدم كتابة أي مدونة تتعلق بالحرب والظروف الراهنة لمدة 45 يوما.
ويوميا، تنشر الشرطة بيانات عن اعتقال أشخاص كتبوا أو وضعوا إشارات إعجاب (لايك) على محتوى أو صورة تعتبر تحريضية، خاصة هؤلاء الذين أعادوا نشر فيديوهات لإسرائيليين قتلوا خلال هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر، وفق الشرطة.
دلال أبوآمنة ليست الوحيدة، حيث أشار محامون إلى توقيف شاب من قرية كابول في الشمال لمدة 5 أيام بسبب نشره صورة أطفال في غزة مع عبارة "قلبي معكم".
وأوضح مدير مركز "عدالة" الناشط في مجال الدفاع عن الأقليات العربية حسن جبارين، أن "هناك الكثير من اليمينيين الذين يقدّمون شكاوى ضد المواطنين العرب".
ويتعرض طلاب وعمال عرب داخل إسرائيل للفصل وملاحقات قضائية، وفق ما أوردت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الأربعاء الماضي، حيث قالت إن حالة الطوارئ المفروضة حاليا في إسرائيل "تشكّل أرضاً خصبة لانتهاكات الحقوق الفردية، وفي المقام الأول حرية التعبير".
ويدعم المدعي العام في إسرائيل عميت إسمان، إجراءات "التحقيق والاعتقال والملاحقة القضائية ضد أي شخص ينشر كلمات ثناء للفظائع"، على حد تعبير "هآرتس" في إشارة إلى ما قامت به حركة حماس، مضيفة أنه يريد التشدد في ملاحقة جرائم "التحريض على الإرهاب أو العصيان أو العنصرية أو العنف والفتنة والإضرار بالمشاعر والتقاليد الدينية وإهانة موظف عمومي".
وتابعت هآرتس أن "مواطنين عرب عبّروا عن مواقف مخالفة للتوجه العام الإسرائيلي المعادي لحماس تم فصلهم من وظائفهم"، وأن "بلدية رحوفوت على سبيل المثال، طلبت من متعهدي مشاريع البناء في المدينة التوقيع على إقرار بعدم وجود عمال عرب في الموقع".
من هم عرب 48؟
يمثل عرب إسرائيل، أو من يطلق عليهم عرب 48، نسبة كبيرة من عدد سكان إسرائيل، وقد باتوا مواطنين إسرائيليين منذ عام 1948 وهو عام تأسيس الدولة العبرية، لكنهم لا يزالون يتعرضون للتمييز.
يمثل عرب 48 أكثر من 20 بالمئة من سكان إسرائيل، فعددهم رسميا يبلغ 1,8 مليون مواطن، ينحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في 1948، أقلية صغيرة منهم من الدروز والمسيحيين، والأغلبية منهم مسلمون.