رغم التحذيرات والمخاوف الدولية.. إسرائيل تواصل الإعداد لهجوم بري على غزة

رغم التحذيرات والمخاوف الدولية.. إسرائيل تواصل الإعداد لهجوم بري على غزة

نفّذ الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية عملية توغل في قطاع غزة شارك فيها رتل من الدبابات وقوة من المشاة، وفق متحدث عسكري، ضد أهداف "عديدة" قبل الانسحاب، في وقت تواصل الدولة العبرية استعداداتها لشن هجوم بري رغم التحذيرات الدولية.

وفي اليوم العشرين للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بتنفيذ "عملية محددة الأهداف" في شمال قطاع غزة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء: "نحن نتحضّر لهجوم بري"، وفق وكالة فرانس برس.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إنه تم ضرب "عدد من الخلايا الإرهابية والبنى التحتية ومنصات إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات".

وأضاف أن العملية تندرج "في إطار التحضيرات للمراحل المقبلة من القتال"، مضيفا أن "الجنود خرجوا بعدها من المنطقة وعادوا إلى الأراضي الإسرائيلية".

ونشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو بالأبيض والأسود يظهر فيها آليات مدرعة وجرافات تتجه نحو ما يبدو أنه سياج حدودي وتخترقه جنوب مدينة عسقلان الإسرائيلية، وكان الرتل يتجه غربا، لكن لم يكن في الإمكان التأكد من تاريخ مقطع الفيديو وتوقيته.

وأظهر مقطع فيديو آخر ضربة جوية وبعدها إصابة مبانٍ وتطاير حطام في الهواء مع تصاعد دخان كثيف.

خطاب نتنياهو

وقال نتنياهو الثلاثاء في خطاب موجّه إلى الإسرائيليين نقله التلفزيون: "إننا في وسط حملة من أجل وجودنا".

وإذ أكد أن الاستعدادات جارية لعملية برية، أضاف: "لا يمكنني الخوض في تفاصيل متى وكيف وأين والأمور التي نأخذها في الاعتبار" قبل هذه الخطوة، في وقت يحشد الجيش الإسرائيلي 360 ألفا من جنود الاحتياط على حدود قطاع غزة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المركز على مناطق عدة في قطاع غزة البالغة مساحته 362 كلم مربع والخاضع لـ"حصار مطبق" منذ بدء الحرب يحرم سكانه الـ2,4 مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء.

وأقرّ نتنياهو، الأربعاء، بأنه سيتعيّن عليه تقديم "أجوبة" بشأن "الإخفاقات" الأمنية التي سمحت لحماس بشنّ هجومها المباغت على الدولة العبرية في السابع من الشهر الجاري.

وقال في خطاب متلفز: "ستتم دراسة الإخفاقات وسيتعيّن على الجميع تقديم أجوبة، بمن فيهم أنا، لكن كل ذلك سيتم لاحقا.. كرئيس للوزراء، أنا مسؤول عن تأمين مستقبل البلاد".

ويحذر الجيش الإسرائيلي منذ 15 أكتوبر سكان شمال قطاع غزة بوجوب إخلاء المنطقة والتوجه إلى الجنوب، فيما نزح ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، بحسب الأمم المتحدة.

لكن الضربات تطول أيضا جنوب القطاع حيث يتجمع مئات آلاف المدنيين.. وأصابت صواريخ الأربعاء متجر سوبر ماركت في مدينة رفح بجنوب غزة، وأعلنت قناة "الجزيرة" القطرية الأربعاء أن غارة أخرى قتلت عائلة مراسل الجزيرة الرئيسي في غزة وائل الدحدوح.

مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي

وبينما يخشى جزء من المجتمع الدولي اندلاع نزاع إقليمي، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه ضرب بنية تحتية عسكرية في سوريا ردا على إطلاق نار استهدف أراضيه.. وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن ثمانية جنود سوريين قتلوا.

والتوتر مرتفع أيضا في الضفة الغربية حيث قُتل أكثر من مئة فلسطيني في أعمال عنف منذ 7 أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، وكذلك على حدود إسرائيل مع لبنان، حيث يتم تبادل إطلاق النار يوميا بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني.

وشدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن "تتوقف فورا"، محذرا من أنها "صبّ للزيت على النار.. هم يهاجمون الفلسطينيين في أماكن هي من حقهم.. ويجب أن يتوقف ذلك فورا".

قصف وحصار إسرائيلي

ويتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي بري وبحري وجوي منذ إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.

وقوبلت "طوفان الأقصى" بعملية "السيوف الحديدية" الإسرائيلية، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006. 

وارتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 6546 قتيلاً من ضمنهم 2704 أطفال، و1584 سيدة، و364 مسناً، إضافة إلى إصابة 17439 مواطناً بجروح مختلفة، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل ما يزيد على 1400 شخص بينهم أكثر من 291 ضابطا وجنديا، فيما أسرت "حماس" نحو 220 إسرائيلياً.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية