التعذيب وما بعده

التعذيب وما بعده

تنص المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "لا يجوز إخضاع أي شخص للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة"، وممارسة التعذيب جريمة في جميع الظروف والحالات وحتى في زمن الحروب والاضطرابات، فلا يمكن السماح بتعذيب أي إنسان تحت أي ظرف أو أي مبرر، وسواء كان التعذيب جسدياً أو نفسياً أو حتى لفظياً.

لكن الواقع يقول إن هناك آلاف حالات التعذيب في العديد من دول العالم، وكثير من ضحايا التعذيب يموتون وقليل منهم يكونون من الناجين وتكتب لهم حياة جديدة، وهؤلاء خصصت لهم الجمعية العامة يوماً دولياً، وهو الـ26 يونيو من كل عام كـ"يومٍ دولي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب".

في منطقتنا العربية -كباقي دول العالم- حالات التعذيب تتكرر في بعض الدول، وخصوصاً تلك التي تشهد حروباً وعدم استقرار، فاليمن وسوريا وفلسطين عانى فيها الأشخاص من التعذيب لأسباب مختلفة، ومؤخراً زادت حالات التعذيب في فلسطين بسبب الحرب في غزة، فحسب بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير الفلسطينيّ (غير حكومي)، بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب فإن عدد الفلسطينيين الذين توفوا في السجون والمعسكرات الإسرائيلية الذين أعلن عنهم منذ 7 أكتوبر من قِبَل المؤسسات المختصة بلغ 18 فلسطينياً على الأقل.

في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب يكتشف العالم عجزه عن حماية الإنسان وعن تنفيذ القوانين والمواثيق الدولية، فعلى الرغم من توقيع الدول وإعلانها الالتزام بالعهود والاتفاقيات فإنها تتجاهل كل ذلك وتقع في المحظور، فضلاً عن أن المجتمع الدولي يعترف بأنه لا يزال عاجزاً عن فعل أي شيء يعيد للمعذبين حقوقهم وينسيهم تلك الفترة من حياتهم!

إذا كانت منطقة الشرق الأوسط تعاني من الصراعات وبالتالي يقع البعض تحت التعذيب فإن العديد من دول العالم تشهد هذه الممارسة ولكن يبقى الأمر الأهم مساعدة ومساندة الضحايا الناجين من التعذيب، فهم بحاجة إلى رعاية صحية جسدية ونفسية، وبحاجة إلى إعادة تأهيل وإلى إدماجهم في المجتمع من جديد.. وقبل كل ذلك بحاجة إلى محاسبة مرتكبي جريمة التعذيب.


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية