صحيفة إيطالية تشيد بمبادرة إنسانية لمساعدة اللاجئات وإدماجهن في بيئة العمل الأوروبية
صحيفة إيطالية تشيد بمبادرة إنسانية لمساعدة اللاجئات وإدماجهن في بيئة العمل الأوروبية
وصلن إلى إيطاليا كلاجئات بدون عمل، بمفردهن أو مع أطفالهن، دون معرفة ما ينتظرهن، فقط يحملن شهادات ومؤهلات تعليمية عليا ولكنها غير معترف بها في أوروبا، هذه باختصار قصة ١٦ فتاة شاركن في مشروع TF4woman، الذي أنشأته منظمة Techfugees الدولية غير الربحية، وصمم بهدف مساعدة اللاجئات على العودة إلى سوق العمل في إيطاليا وفرنسا واليونان.
وألقت مجلة "io donna" الإيطالية المتخصصة في شؤون المرأة، الضوء على هذا المشروع الإنساني وخاصة داخل إيطاليا، حيث فتحت إحدى شركات البلاد الرائدة في تصميم وتطوير تقنيات البرمجيات والاستشارات من أجل التحول الرقمي، أبوابها لمجموعة من اللاجئات بهدف اختيار الأكثر مهارة من ناحية الفنية والتكنولوجية للعمل داخل الشركة بموجب عقد دائم، مما يساعدهن على تحرير أنفسهن والخروج إلى الحياة.
يهدف المشروع إلى تسريع الاندماج المهني للنساء اللاجئات في سوق العمل التكنولوجي، وبعد عدة أشهر من جلسات التدريب والإرشاد ودروس اللغة الإيطالية وأنشطة التواصل، حوالي٧٠% من المشاركات في البرنامج حصلن على عمل بالفعل، وتوضح المجلة أن أكبر مشكلة تواجه اللاجئات هي المؤهلات التعليمية غير المعترف بها في أوروبا، مما يجبرهن على العمل بأجور منخفضة لأن خلفيتهن التعليمية غير معترف بها، لذلك عمل المشروع على إنشاء برنامج توجيهي يهدف إلى تمكين اللاجئات الراغبات في اتخاذ مسار احترافي في الوظائف التقنية أو الرقمية، حيث يتم تقدير مهاراتهن وقدراتهن التعليمية.
وتذكر المجلة أن مبادرة اللاجئات تقدم برنامجا مجانيا لمدة 6 أشهر، لتقديم الشرح العملي حول التقنيات الجديدة، بالتوازي مع الدعم الشخصي بهدف الإدماج المهني للمرأة في صناعة التكنولوجيا، كما أن المشروع يخلق بيئة مرنة داخل الشركات والمجتمعات من أجل الترحيب باللاجئين وتأكيد مفهوم التكيف والمرونة داخل العمل.
وتقدم الصحيفة قصصا حية لبعض اللاجئات اللاتي استفدن من هذه المبادرة مثل سارة، التي وصلت إيطاليا منذ عامين وكانت حاصلة على شهادة في اللغة الإنجليزية وعملت في أحد البنوك لمدة 20 عامًا، ولكنها لم تجد عملا لأن شهادتها غير معترف بها، وبعد ما التحقت بالدورة التابعة للمبادرة تم تعيينها في مكان مناسب.
وعلى الجانب الآخر لا يتوقف الأمر على بيئة العمل فقط؛ بل تسعى مبادرة إلى الاندماج في المجتمع بشكل عام وهو ما يتضح من قصة فريق هرات النسائي لكرة القدم، والذي ترك أفغانستان بعد عودة نظام طالبان إلى الحكم، ووصل الفريق إلى إيطاليا بحثا عن تحقيق حلمه بالمشاركة في المنافسات الرياضية والسعي وراء شغفه بالكرة، وبمساعدة المبادرة شارك الفريق في مسابقات فلورنسا وواجهن الفريق الإيطالي، وعلقت قائدة الفريق قائلة: "كان يوما يستحق الاحتفال، ليس فقط لأن فريقنا فاز، ولكن لأننا أظهرنا للعالم أن هناك أفغانستان أخرى ممكنة".