ما هو المعيار الحقيقي للقيادة الناجحة؟

ما هو المعيار الحقيقي للقيادة الناجحة؟

 

أحد أهم الأسئلة التي تتكرر من حول العاملين في المجال الإداري شرقا وغربا، هو ذاك المتعلق بالمعيار الحقيقي للقيادة الناجحة، ولعل أفضل من نجد عنه الجواب لهذا التساؤل، جون سي ماكسويل، الكاتب والمؤلف الأمريكي، خبير القيادة والمتحدث والمؤلف العالمي، وذلك في كتابه المعنون "21 قانونا لا تقبل الجدل في القيادة".

عند ماكسويل أن المعيار الحقيقي للقيادة هو التأثير لا أكثر ولا أقل، قالت مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ذات مرة:" كونك في موضع سلطة يشبه كونك سيدة، إذا كان عليك أن تخبر الناس بوضعك كقائد فإنك لست كذلك، إذا كنت تشاهد التفاعلات التي تحدث بين الناس في جميع مجالات الحياة تقريبا، فستجد أن بعض الناس يقودون وآخرون يتبعون الناس وستلاحظون أن المنصب واللقب كثيرا ما لا يكون لهما علاقة بتحديد القائد الحقيقي".

 فإذا كانت الحال كذلك، فلم إذن يبرز بعض الناس كقادة في حين لا يستطيع آخرون التأثير في الآخرين مهما بذلوا من جهد؟

 الشاهد أن هناك عوامل تلعب دورا في هذا ومنها:

 

** الشخصية: من هم؟

القيادة الحقيقية تبدأ دائما بشخصية المرء الداخلية، لهذا السبب يستطيع شخص مثل بيلي جراهام اجتذاب المزيد والمزيد من التابعين إليه مع مرور الوقت، فالناس يمكنهم الشعور بعمق شخصيته.

 

** العلاقات: من الذين يعرفون؟ 

إنك لا تكون قائدا إلا إذا كان لديك أتباع، وهذا دائما ما يتطلب تنمية العلاقات، وكلما كانت العلاقات أقوى، زادت احتمالات القيادة أكثر، في كل مرة تتولى منصبا قياديا جديدا، ابدأ على الفور في بناء العلاقات، وإذا قمت ببناء ما يكفي من العلاقات الطيبة مع الأشخاص المناسبين، فستتمكن من أن تصبح القائد الحقيقي في أي مؤسسة.

 

** المعرفة: ما الذي يعرفون؟ 

المعرفة شيء حيوي بالنسبة للقائد، إنك بحاجة لإدراك الحقائق، وفهم العوامل الديناميكية والتوقيت، وامتلاك رؤية للمستقبل، المعرفة وحدها لا تجعل أي شخص قائدا، ولكن بدون المعرفة لا أحد يستطيع أن يضحى قائدا، عندما تنتقل حديثا إلى أي مؤسسة، حاول أن تقضي الكثير من الوقت في الاستعداد الجيد قبل محاولة تولي دفة القيادة.

 

** الحدس: بم يشعرون؟ 

القيادة تتطلب ما هو أكثر من امتلاك المعلومات، إنها تتطلب قدرة على التعامل مع عدد لا حصر له من الأشياء غير الملموسة، وفي الواقع، كثيرا جدا ما يكون هذا أحد الاختلافات الرئيسية بين المدراء والقادة، القادة الحقيقيون يحاولون إدراك الأشياء غير الملموسة والتأثير فيها مثل الطاقة، والمعنويات والتوقيت والقوة الدافعة.

 

** الخبرة: ما تجاربهم؟

كلما كانت التحديات التي واجهتها كقائد في الماضي أكبر، زادت احتمالات أن يعطيك الاتباع فرصة للقيادة في الحاضر، الخبرة لا تضمن الثقة والمصداقية، ولكنها تشجع الناس من حولك على أن يعطوك فرصة لإثبات قدرتك على القيادة بنجاح وفعالية.

 

** النجاح السابق: ما الذي حققوه؟

لا شيء يقنع الأتباع مثل سجل نجاح مشرف، ربما في أول منصب قيادي لك لن تكون لديك قائمة إنجازات، لكن مع مرور الوقت، وانتقالك إلى موقع قيادي آخر، سيكون لديك سجل إيجابي، وفي كل مرة تطور نفسك، وتقدم على مخاطرة جديدة، وتحقق نجاحات، سوف يحصل أتباعك على سبب آخر للثقة في قدرتك على القيادة والاستماع لآرائك.

 

** القدرة: ما يستطيعون إنجازه؟

المحصلة النهائية بالنسبة للأتباع هي ما يستطيع القائد تحقيقه، إنهم يريدون أن يعرفوا ما إذا كان هذا الشخص يستطيع قيادة الفريق إلى النصر أم لا، ففي الأساس هذا هو السبب الذي يجعل الناس ينصتون إليك ويقرون لك بالقيادة، وبمجرد أن يكفوا عن الاعتقاد بأنك تستطيع الإنجاز، فإنهم سيكفون عن الإنصات والاتباع.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية