الصومال.. أمطار غزيرة تجبر عدداً كبيراً من الأهالي على النزوح
الصومال.. أمطار غزيرة تجبر عدداً كبيراً من الأهالي على النزوح
تسببت موجة من الأمطار الغزيرة على محافظات جنوب غرب الصومال، في خسائر فادحة ونزوح عدد كبير من الأهالي إلى القرى المجاورة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الصومالية "صونا".
وأضافت "صونا" اليوم الاثنين، أن مدينتي "بيدوا" و"حدر"، هما أكثر المناطق تضررًا بعد أن جرفت مياه الأمطار بعض المنازل، ونزح العديد من الأهالي إلى القرى المجاورة.. كما قطعت الأمطار الطريق الواصل بين مقديشو وبيدوا، وتسببت بخسائر في الممتلكات بمحافظتي باي وباكول وذلك خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشارت إلى أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ المنتخب عن ولاية جنوب غرب الصومال طلب من الحكومة الفيدرالية والمنظمات الدولية مساعدة الأهالي المتضررة.
الأمطار الغزيرة تأتي مثالا حيا للتغيرات المناخية التي يعاني منها العالم حاليا بخلاف الشائع في الصومال التي تعاني من أزمة جفاف حادة، تلقى بظلالها على الأوضاع الإنسانية التي تعاني من تردي الوضع الاقتصادي وتداعيات العنف المسلح من الجماعات المتمردة والتنظيمات المتشددة، وأبرزها حركة الشباب المتطرفة بحسب خبراء.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".