أوكرانيا.. منظمات الإغاثة تخشى كارثة إنسانية من الغزو الروسي

أوكرانيا.. منظمات الإغاثة تخشى كارثة إنسانية من الغزو الروسي

تستعد منظمات المجتمع المدني والإغاثة في أوكرانيا لاحتمالات الحرب، وقد قام بعضها بالفعل بتركيز برامجها للتعامل مع احتمال اندلاع الصراع وحدوث غزو روسي للبلاد، وتخشى بعض منظمات الإغاثة من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤدي إلى إراقة دماء ونزوح كبير للاجئين مع اندلاع كبير لأعمال العنف مثلما حدث في عام 2014، حين أُجبر نحو 1.5 مليون شخص على مغادرة منازلهم في السنوات الثماني التي انقضت منذ بدء الصراع في شرق أوكرانيا.

 

المنظمات لا تملك موارد كافية: 

وتقول منظمات المجتمع المدني العاملة في شرق أوكرانيا إن الموارد التي قد يحتاجون إليها للتعامل مع تصاعد العنف في البلاد تتجاوز بكثير إمكانياتهم الحالية، وبحسب الأب فيتالي نوفاك، رئيس أمناء "ديبول أوكرانيا"، وهي مؤسسة خيرية تُعنى بالمشردين: في عامي 2014 و 2015، رأينا أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب النزاع، والتقيناهم في مدن خاركيف، وكييف، وأوديسا، وبناءً على هذه التجربة السيئة للغاية، أعتقد أن المزيد من الصراع ستكون نتائجه أسوأ من ذلك، وكل يوم نحن تحتهذا الضغط؛ ويمكن أن يحدث الصراع في أي وقت، والجميع يعرف أنه أمر خطير للغاية إذا استمر، لكننا سنواصل القيام بمسؤولياتنا اليومية، وما نقوم به، وسوف نبقي خدماتنا قيد التشغيل، وسيستمر هذا حتى تحدث الكارثة". 

وقال "نوفاك": في حالة حدوث غزو روسي فإن خدماتنا سوف تمتد من أفقر الفقراء إلى الجميع، علينا الاستجابة لكل هذه التحديات، لكن ليس لدينا الموارد، مثل الطعام والرعاية الطبية والملاجئ والملابس، كل شيء سيكون مطلوبًا، وندعو الله ألا يحدث ذلك، ولكن لكي نكون مستعدين، ليس لدينا أي مورد في الوقت الحالي ويجب توفير تلك الموارد"، وتابع "نوفاك" أن منظمته، التي شهدت بين عامي 2013 و 2015 زيادة في عدد الأشخاص الذين يستخدمون خدماتها في أوكرانيا بنسبة 40٪ بسبب زيادة  النازحين، لم تتلقَ أي تمويل متزايد منذ بدء التعزيز العسكري على الحدود بين الجانبين.

من جانبه، حذر أرتورأييف، أحد العاملين في مركز "دروكارنيا" للمجتمع المدني في منطقة "دونيتسك"، من أن أولئك الذين لا يستطيعون الفرار إلى مكان آخر، مثل كبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، سيكونون معرضين للخطر بشكل خاص، كما حذر من المخاطر التي تتعرض لها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء ومعدات الحماية الشخصية لفيروس كورونا مع اندلاع العنف.

 

جرائم الحرب: 

في الوقت نفسه، يشعر المدافعون عن حقوق الإنسان بقلق بالغ إزاء الهجمات على الحريات المدنية التي يتوقعون أن تصاحب أي غزو، وقال أولكساندراماتفيتشوك، رئيس مركز الحريات المدنية ومقره كييف: "بناء على تجربتي فإن جرائم الحرب وخاصة المتعلقة بالأشخاص المحتجزين بشكل غير قانوني، وكذلك الاضطهاد السياسي والتعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، هي سياسة متعمدة لروسيا ووكلائها"، وأضاف "ماتفيتشوك" أنه عندما تحتاج روسيا للسيطرة على السكان، فإنها تخيف “أي شخص نشيط لديه منصب عام وبعض من يحتمل أن يقاوموا الاحتلال مثل نشطاء المجتمع المدني والصحفيين”.

وتابع "ماتفيتشوك": "لقد لاحظنا ذلك في شبه جزيرة القرم، ولاحظناه في دونباس، وإذا بدأت روسيا غزوًا، فسوف تستخدم هذا الإرهاب ضد المدنيين، مما سيؤدي إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

 

انهيار قطاع الاتصالات: 

وأعرب إيفان بارامونوف، نائب مدير منظمة شوتكا الخيرية غير الحكومية، عن قلقه أيضًا بشأن التنسيق مع موظفيه في حالة حدوث مزيد من العنف الذي سيدمر البنية التحتية للاتصالات، وقال: "ليس لدينا هواتف تعمل بالأقمار الصناعية".

 ويتضمن عمل شوتكا إعادة دمج قدامى المحاربين في المجتمع، لكن بارامونوف قال إن الجنود السابقين يعملون الآن في المؤسسة الخيرية للمساعدة في تعليم الإسعافات الأولية للمدنيين وكيفية الرد على المدفعية القادمة، بالإضافة إلى مساعدة المؤسسة الخيرية في التخطيط للطوارئ.

 وتم تجميد برامج "شوتكا"، التي تضمنت مشاريع بيئية ومساواة بين الجنسين وثقافية في "دونيتسك"، حتى الصيف على الأق ، وسط مخاوف بشأن الصراع.

 

الهجمات الإلكترونية:

وقال خبير أمن التكنولوجيا ناثانيالرايموند إن المنظمات غير الحكومية العاملة في أوكرانيا يجب أن "تقوم بتخطيط السيناريو الفوري لما سيبدو عليه هجوم إلكتروني متعدد الأبعاد ومتعدد الأطياف عبر الإنترنت بحلول نهاية الأسبوع، حيث شهد هجوم إلكتروني الأسبوع الماضي عدم قدرة الأوكرانيين على استخدام بنوكهم،

وفي حين أن عمل منظمات مثل "ديبول" لم يتأثر بشكل مباشر، خشي "نوفاك" من أنه إذا بدأ الغزو الروسي، فقد يكون مصحوبًا بهجوم إلكتروني مماثل، مما قد يعني أنهم لن يتمكنوا من شراء الطعام أو تغطية النفقات اليومية اللازمة لتشغيل خدمات المنظمة.

من جانبه، علق "بارامونوف" على احتمالات الهجمات الإلكترونية: "المشكلة الرئيسية ستكون مالية لأن أوكرانيا مُرقمنة على نطاق واسع، خاصة في المدن الكبرى، والكثير من الناس معتادون على عدم استخدام النقود بشكل مباشر، وإذا انهار هذا النظام ، فالكثير من الناس لن يستطيعوا إيجاد البدائل، لأنه ليس لديهم نقود في المنزل، وإذا لم يكن لديك المال، فستعاني، خاصة أثناء الحرب".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية