هجوم روسي على قافلة أممية في أوكرانيا يشعل الغضب الدولي
هجوم روسي على قافلة أممية في أوكرانيا يشعل الغضب الدولي
أدان منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في أوكرانيا ماتياس شمالي، الهجوم الذي شنته القوات الروسية على قافلة إنسانية كانت تحمل شحنات إغاثة إلى منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، مؤكداً أن الهجوم يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وقال شمالي، في بيان رسمي صدر الثلاثاء، إن القافلة التي كانت تحمل علامات الأمم المتحدة بوضوح تعرضت لهجوم أثناء تنفيذ مهمة إنسانية بحتة لتقديم المساعدات إلى مدينة بيلوزيركا الواقعة على خط المواجهة، والتي لم تتلق أي إمدادات منذ عدة أشهر وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
قصف أثناء تفريغ الإمدادات
خلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك، أوضح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن القافلة المكونة من أربع شاحنات كانت تابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وتعرضت للقصف بواسطة طائرات مسيّرة أثناء تفريغ المساعدات، ما أدى إلى اشتعال النار في شاحنتين تابعتين لبرنامج الأغذية العالمي.
وأضاف أن العاملين في المجال الإنساني نجوا دون إصابات، مشيراً إلى أن الحادث وقع رغم أن القافلة كانت معلّمة بوضوح وتحمل شعارات الأمم المتحدة والعلامات الإنسانية المتعارف عليها.
وبحسب السلطات المحلية، أسفرت العمليات العسكرية الروسية الأخيرة عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة نحو ثلاثين آخرين في مختلف أنحاء أوكرانيا، وكانت مناطق خاركيف ودونيتسك وخيرسون الأكثر تضرراً، حيث طالت الأضرار منازل ومستشفى وكنيسة.
وأشار حق إلى استمرار عمليات إجلاء المدنيين من المناطق القريبة من خطوط القتال، موضحاً أنه تم نقل أكثر من مئتي شخص خلال اليوم الماضي، بينهم أربعون طفلاً، إلى مناطق أكثر أماناً.
خسائر المدنيين ترتفع
تقرير بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان أظهر ارتفاعاً مقلقاً في عدد الضحايا المدنيين خلال عام 2025 بنسبة تجاوزت الثلاثين في المئة مقارنة بالعام الماضي.
ففي شهر سبتمبر وحده، قُتل 214 مدنياً وأصيب 916 آخرون، معظمهم قرب خطوط المواجهة في دونيتسك وخيرسون، في حين تسببت الطائرات المسيّرة قصيرة المدى بنحو ثلث إجمالي الخسائر، وشكلت الصواريخ والطائرات المسيّرة بعيدة المدى نسبة مماثلة تقريباً.
كما لفت المتحدث الأممي إلى زيادة بنسبة 15 في المئة في الهجمات التي استهدفت البنية التحتية للطاقة، منها 12 حادثاً في منطقة خيرسون وحدها.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تشهد المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا تصاعداً مستمراً في الأعمال القتالية، ما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 14 مليون أوكراني اضطروا للنزوح داخلياً أو خارج البلاد، في حين يواجه ملايين آخرون صعوبات في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن.
وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في الميدان أن استهداف العاملين في المجال الإنساني أو القوافل الإغاثية يمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويقوّض الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة المدنيين في مناطق النزاع.