عندما أمطرت السماء حلوى.. قصة طيار "الكراميل" الأمريكي
عندما أمطرت السماء حلوى.. قصة طيار "الكراميل" الأمريكي
في أصعب اللحظات خلال الحرب العالمية الثانية وتحديدا في يونيو ١٩٤٨، أمر الرئيس السوفيتي ستالين بإغلاق جميع الطرق التي تؤدى إلى غرب برلين، بهدف منع دخول المارك الألماني إلى برلين الشرقية التي كانت تحت سيطرة السوفييت، بجانب إجبار الحلفاء على تسليم برلين الغربية.
لم تنجح خطة السوفييت لكن الاسم الأكثر شهرة في كسر عزلة برلين الغربية هو الكولونيل جيل هالفورسن أو العم شوكولاتة، كما كان يلقبه الأطفال، الذي أمطر سماء برلين الغربية بالحلوى من طائرته العسكرية وبات رمزا لمبادرة إنسانية تجلت في جسر جوي تاريخي من أجل إنقاذ كل سكان برلين الغربية المحاصرة.
أثناء صيف 1948، كان الطيار الشاب هالفورسن يمر بطائرته بجانب المطار خلف الأسلاك الشائكة، كان يقف مجموعة من الأطفال ويطلبون منه فقط الشوكولاتة، كان يملك آنذاك الطيار الشاب قطعتين فقط لكنه قسمها على 30 طفلا، ورأى في أعينهم السعادة بينما كان كل واحد منهم يستمتع بالنظر إليها.
أيقن الطيار حينها أنه لديه مهمة إنسانية تجاه هؤلاء الأطفال، ووعدهم بأنه سيحضر لهم الحلوى في اليوم التالي، وفي الصباح ذهب إليهم بعد أن جمع كل الشوكولاتة التي كانت بحوزته هو وأصدقاؤه، ثم ربط قطع الحلوى في مظلات صغيرة ورماها إلى الصغار الذين انتظروا في فرح حتى يلتقطون الشوكولاتة.
تحول الأمر إلى عادة يومية عند الأطفال والطيار حتى علمت به الصحافة، والتقطت عدة صور ظهر فيها رقم الطائرة، ونُشر تقرير مفصل عن الموضوع في الصحف، واستدعى رئيس القوات الجوية الطيار هالفورسن الذي اعتقد أنه سوف يعاقب على فعلته؛ لكن على العكس أشاد رئيسه بالفكرة وتحول الأمر إلى حملة بقيادة أطفال أمريكا، الذين قرروا جمع المال وشراء الحلوى لأطفال برلين الغربية، وكوَّن الطيار هالفورسن مع مجموعة من زملائه مبادرة لحمل الشوكولاتة وإلقائها من السماء على الصغار، الحدث الذي أخذ يتكرر يوميا حتى رفع الحصار عن برلين الغربية.
ودع هؤلاء الأطفال براءة الطفولة ولكنهم لم ينسوا الطيار الذي خفف عنهم أهوال الحرب بقطعة شوكولاتة قادمة من السماء، والذي ضحى بروحه من أجلهم حيث كان الطيارون معرضين للموت أو الارتطام، وبالفعل مات حوالي 70 شخصا لكن هالفورسن تغيرت حياته خلال تلك التجربة، كما ذكر في لقاء صحفي.
يذكر أن غيل هالفورسن هو ضابط وطيار أمريكي، ولد في 10 أكتوبر 1920، وتم تكريمه أكثر من مرة، منها عام 1974 حيث منح هالفورسن أعلى وسام شرفي لجمهورية ألمانيا، ثم عام 2013 أطلق اسم "قنابل الحلوى" على مدرسة إعدادية في برلين، تكريما لهالفورسن الذي شارك في حفل الافتتاح، وسوف يظل رمزا لسعادة الأطفال حتى بعدما فارق الحياة في فبراير الجاري، عن عمر ناهز 101 عام.