بعد السماح بجرعة رابعة من الفاكسين.. قضية عدالة توزيع اللقاحات تعود من جديد
بعد السماح بجرعة رابعة من الفاكسين.. قضية عدالة توزيع اللقاحات تعود من جديد
أجازت اللجنة العلمية التقنية التابعة لوكالة الأدوية الإيطالية (Aifa) تلقي الجرعة الرابعة من اللقاح المضاد لـ"كورونا" للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الشديد، بينما أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أن لجنة خبراء اللقاحات التابعة لها على وشك إصدار التوصيات لإعطاء الجرعة الرابعة من اللقاح خلال الأسبوع القادم.
وبعيدا عن أوروبا، يوصي المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC"، الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة بتلقي جرعة معززة رابعة من اللقاح بعد حوالي 3 أشهر من تلقي الجرعة الثالثة.
كل هذه الأخبار والتوصيات أعادت للواجهة من جديد قضية عدالة توزيع اللقاح، في الوقت الذي توصي فيه أوروبا وأمريكا بالجرعة الرابعة، ما زالت شعوب العالم الثالث لم تتلقَ الجرعتين الأساسيتين بشكل كامل.
ونشرت منظمة أوكسفام من قبل تقريرا عن أن الدول الغنية تقوم بتلقيح شخص كل ثانية، بينما لم تقدّم غالبية الدول الفقيرة أيّ جرعة من لقاح ضد فيروس كورونا لأغلب مواطنيها.
وفي نهاية العام الماضي، حذر التحالف العالمي للقاحات والتحصين من النقص الشديد الذي تشهده البلدان النامية في الأوكسجين والإمدادات الطبية لمواجهة الإصابات بالفيروس، وذكر أن غالبية هذه الدول لم تتمكن من إعطاء جرعة واحدة من لقاح كورونا حتى الآن، وفي المقابل، لقحت الدول الغنية نسبة كبيرة من مواطنيها.
كما أشارت منظمة أوكسفام إلى أن العديد من الدول الغنية، منها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، عرقلت مقترحًا قدّمته أكثر من 100 دولة نامية للمناقشة في منظمة التجارة العالمية العام الماضي، وكان من شأنه إلغاء احتكار شركات الدواء، والسماح بزيادة في إنتاج اللقاحات الآمنة والفعالة لضمان حصول الدول النامية على الجرعات المطلوبة.
وفي الوقت الذي أوصت فيه منظمة الصحة العالمية بالجرعات المنشطة ضد الفيروس لرفع مستوى الحماية، أكدت أهمية إعطاء الأولوية لتوزيع اللقاحات على نطاق أوسع عالميا وبشكل عادل.
وتتمثل أهمية التوزيع العادل للقاح في إمكانية تحقيق نسبة تلقيح 70% من سكان العالم قبل نهاية النصف الأول من السنة الجارية، وهي النسبة التي تسمح بالوصول إلى المناعة الجماعية المناسبة لمنع ظهور أي طفرات جديدة من الفيروس، وفقا لخبراء منظمة الصحة الدولية.
وهنا نذكر أوميكرون Omicron، الطفرة الفيروسية التي نشأت في جنوب إفريقيا ثم انتشرت في باقي دول العالم، لذلك تحقيق المناعة الجماعية على كوكب الأرض كله وليس الدول الغنية فقط، هو الضامن لعدم حدوث طفرات جديدة أو موجات شديدة الخطورة.
ربما يكون هناك بارقة أمل لبداية عادلة في توزيع اللقاحات بعد إعلان مؤتمر منظمة الصحة العالمية، الذي عقد على هامش الدورة السادسة للقمة الأفريقية - الأوروبية، عن منح 6 دول إفريقية تكنولوجيا إنتاج لقاحات «mRNA»، وهي مصر وتونس وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا، قد تكون هذه الخطوة مهمة في علاج الاختلال في توزيع العادل اللقاحات بالعالم.