وفاة أسير في سجن للحوثيين.. و"حقوق الإنسان" بعمران يتهم الميليشيا بتصفيته

وفاة أسير في سجن للحوثيين.. و"حقوق الإنسان" بعمران يتهم الميليشيا بتصفيته

توفي أسير في سجون ميليشيا الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء في ظروف غامضة، وذلك بعد ثلاثة أيام على آخر اتصال أجراه مع والدته.

وقالت مصادر محلية وحقوقية، إن الأسير محمد أحمد وهبان، والذي يتحدر من مديرية المدان بمحافظة عمران، توفي في سجن تابع للميليشيا بصنعاء، حيث كان أسيراً منذ ثلاث سنوات، وفق موقع "المصدر أونلاين" اليمني.

وأضافت المصادر أن ميليشيا الحوثي أبلغت أسرة الشاب، أمس الثلاثاء، بالقدوم لتسلم جثمانه، بعد وفاته في ظروف غامضة، بعد ثلاثة أيام على آخر اتصال أجراه مع والدته، فيما قالت الميليشيا إنه انتحر بشنق نفسه داخل السجن.

وكانت الميليشيا سمحت للأسير بإجراء اتصال بوالدته قبل ثلاثة أيام من وفاته في محاولة لثنيه عن الإضراب عن الطعام الذي بدأه احتجاجاً على سوء المعاملة، بحسب المصادر، التي أكدت أنه لما عجزت الميليشيا عن ثنيه عن الإضراب نقلته إلى زنزانة انفرادية حيث توفي داخلها.

جريمة مروعة

من جانبه، أدان مكتب حقوق الانسان بمحافظة عمران "الجريمة المروعة المتمثلة في تصفية الأسير محمد أحمد عبدالله وهبان البالغ من العمر (21) عاما من أبناء محافظة عمران مديرية المدان، وتم أسره في يوم 14/11/2020م من (منطقة) محزام معسكر ماس من قبل مليشيات الحوثي".

وأضاف بيان للمكتب، أن الميليشيا قامت بتعذيب الأسير ومن ثم "قامت بتصفيته داخل السجن الحربي بصنعاء".

واعتبر البيان "هذا العمل المقيت انتهاكًا واضحًا للقوانين المحلية والدولية، وإهانة جسيمة لحقوق الإنسان".

وعبر عن رفضه "هذا الانتهاك الصارخ للمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حظر استهداف الأشخاص المحتجزين وتعذيبهم أو المعاملة اللاإنسانية والمذلة لهم".

وأكد البيان "أن مثل هذه الأفعال تعد اعتداء مباشرا على الحق في الحياة والكرامة الإنسانية، الذي تحميه العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية".

كما أكد أن "السعي لتحقيق العدالة أمر مهم ليس فقط لتوفير الإنصاف للضحايا وعائلاتهم ولكن أيضًا كرادع لمنع الانتهاكات في المستقبل من قبل مليشيات الحوثي".

وأشار إلى أن "هذه الجرائم التي يرتكبها مسلحو جماعة الحوثي لا تختلف كثيرا عن التي يرتكبها تنظيم داعش، وهي نتيجة طبيعية لإفلاتهم من العقاب".

ودعا البيان "النائب العام إلى إجراء تحقيق شفاف ومستقل في هذه الجريمة المروعة، ومن الضروري أن يواجه المسؤولون عن هذه الجرائم تداعيات قانونية".

ودعا "المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة".

أزمة سياسية ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 8 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب باليمن في مصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.

وكانت الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي اليمنية قد توصلا، العام الماضي، إلى هدنة استمرت لمدة 6 أشهر، ولكن في أكتوبر 2022 انتهت الهدنة ولم تجدد.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية