الرئيس الكيني يتعهد بالعمل لمواجهة الفيضانات المدمرة في بلاده

الرئيس الكيني يتعهد بالعمل لمواجهة الفيضانات المدمرة في بلاده
الرئيس الكيني وليام روتو

أكد الرئيس الكيني وليام روتو، عزمه على اتخاذ إجراءات لمواجهة كارثة الفيضانات التي أودت حتى الآن بـ70 شخصا وشردت عشرات الآلاف، واصفا الأمر بأنه "وضع طارئ".

وقال روتو بعد اجتماعه إلى فرق مختلفة من أجهزة الطوارئ، إن مجلس الوزراء سيجتمع، الاثنين، لمناقشة توصيات بشأن إدارة الأزمة، وفق وكالة فرانس برس.

وأضاف في كلمة ألقاها مؤخراً في قصر الرئاسة "للأسف فقدنا 70 شخصا في أنحاء كينيا بسبب هذه الأمطار ونزحت نحو 36,160 أسرة حتى الآن".

ووصف كينيا بأنها "غارقة"، محذرا من أن الأرصاد الجوية تتوقع هطول مزيد من الأمطار، ما يزيد من خطر حدوث مزيد من الفيضانات.

وتابع "لذلك علينا أن نستعد لحالة الطوارئ التي ستترتب على ذلك".

وقال روتو إن المياه جرفت العديد من الطرق، خصوصا في الجزء الشمالي من كينيا، ما أعاق وصول الشاحنات المحمّلة بالأغذية والأدوية والوقود إلى العديد من المناطق.

وأشار إلى استدعاء الجيش الكيني لنقل الإمدادات جوا إلى القرى المنكوبة، وأيضا تخصيص الحكومة 2,4 مليار شلن (نحو 16 مليون دولار) لتوفير الغذاء للنازحين.

وكشف الرئيس الكيني عن ظهور إصابات بالكوليرا والملاريا في بعض المناطق، لافتا الى أن أمن كينيا تأثر أيضا بدون إعطاء تفاصيل.

وتعرض روتو لانتقادات شديدة بسبب إعلانه الشهر الماضي أن بلاده بمنأى عن أمطار ظاهرة النينو وأنها ستشهد فقط مجرد أمطار غزيرة "لن تكون مدمرة".

وفي الوقت نفسه، قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والصليب الأحمر الكيني إنهما وجها نداءً عاجلا لجمع نحو 20 مليون دولار للمساعدة في مواجهة الكارثة.

وقال الأمين العام للصليب الأحمر الكيني، أحمد إدريس، في بيان صدر، الجمعة، "نتعامل مع وضع حيث مجتمعات بأكملها غمرتها المياه أو حوصرت"، مشيرا إلى أن قطع الطرق أدى إلى تعطيل إيصال الإمدادات.

وأكد إدريس، الحاجة إلى "توفير الأغذية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية بشكل عاجل لتجنب وقوع كارثة إنسانية".

وتشهد كينيا مع جارتيها الصومال وإثيوبيا فيضانات مدمرة بسبب الأمطار الغزيرة الناتجة من ظاهرة النينو المناخية، في أعقاب أسوأ موجة جفاف شهدتها هذه الدول منذ 4 عقود.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية