منظمة الصحة العالمية: الهدنة سمحت بتوصيل مزيد من المساعدات إلى غزة

منظمة الصحة العالمية: الهدنة سمحت بتوصيل مزيد من المساعدات إلى غزة

رحب مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "بتمديد الهدنة الإنسانية في الصراع في غزة، وإطلاق سراح رهائن وسجناء من قبل الجانبين".

وقال الدكتور تيدروس للصحفيين في جنيف، إن الهدنة سمحت لمنظمة الصحة العالمية بزيادة عمليات إيصال الإمدادات الطبية إلى غزة، ونقل المرضى من مستشفى الشفاء إلى مستشفيات أخرى جنوب وادي غزة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأفاد بأن مستودعات المنظمة في غزة تسلمت خلال الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة 121 منصة نقالة من الإمدادات شملت سوائل وريدية، وأدوية، ومستلزمات مختبرية ومعدات طبية، ومستلزمات الجراحة وعلاج الرضوح.

وأوضح أن هذه المساعدات الطبية تكفي لدعم حوالي 90 ألف شخص، مؤكدا الحاجة إلى المزيد.

وأضاف: "نواصل الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار حتى يتسنى الاستمرار في إيصال المساعدات لوضع حد لمعاناة المدنيين، ندعو إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين، وحصول من لا يزالون رهن الاحتجاز على الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها".

وقال إن دعم النظام الصحي في غزة والعاملين الصحيين لكي يتمكنوا من أداء وظائفهم يظل الشغل الشاغل لمنظمة الصحة العالمية.

وأوضح أن 15 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة هي التي تعمل حاليا ولكنها مكتظة بالكامل.. على سبيل المثال، يعمل مستشفى غزة الأوروبي حاليا بثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية.

زيادة الاحتياجات وتقلص المستشفيات

قال مدير عام منظمة الصحة العالمية إن 3 مستشفيات فقط تعمل على أبسط المستويات، مقارنة بـ25 مستشفى شمال غزة قبل بدء النزاع، لكن حتى هذه المستشفيات الثلاثة تفتقر إلى الوقود والمياه والغذاء.

وأكد الدكتور تيدروس ضرورة حماية قدرات النظام الصحي المتبقية ودعمها وتوسيعها.

وفي ظل الاكتظاظ الشديد، نبه الدكتور تيدروس إلى تزايد مخاطر انتشار أوبئة التهابات الجهاز التنفسي والإسهال المائي الحاد والتهاب الكبد والجرب والقمل وغيرها من الأمراض، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل على دعم النظام الصحي في غزة والعاملين الصحيين بكل الطرق الممكنة.

وتساءل عما إذا كان أصحاب النفوذ سيبذلون قصارى جهدهم لوقف القتال وإدامة الهدنة، وفي نهاية المطاف إلى وقف إطلاق النار، ومن ثم التوصل إلى حل سياسي لهذه المشكلة، وقال إن هذا الأمر ممكن إذا تحلى أصحاب النفوذ بالإرادة اللازمة لتحقيق ذلك.

عاملون صحيون بحاجة إلى المعدات

عبر الفيديو، تحدث ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية، ريتشارد بيبيركورن، مبينا أن لدى المنظمة أكثر من 20 ألف عامل صحي في غزة، "وهم عاملون صحيون جيدون للغاية، ونحن بحاجة للتأكد من حصولهم على الإمدادات والمعدات الطبية المناسبة".

وأكد ضرورة إعادة تشغيل أنظمة الرعاية الصحية الأولية وأنظمة الإحالات، وأضاف: "نتحدث دائما عن الرضوح، ولكن علينا أن نركز أيضا على صحة الأم والطفل، والتفكير في الصحة الإنجابية، ورعاية التوليد في حالات الطوارئ، والصحة النفسية، والدعم النفسي والاجتماعي، والأمراض غير المعدية ونظام الإحالة بأكمله المرتبط بذلك".

وشدد على أن غزة لا يمكنها أبدا تحمل فقدان المزيد من أسرة المستشفيات، "نحن بحاجة إلى زيادة عدد الأسرة، وإلى جعل النظام الضعيف يعمل مرة أخرى".

قابعون في العراء والشتاء يقترب

بدوره، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية مايكل رايان: "لا ندري الذي سيحدث غدا، من المحتمل أن تتعرض العديد من هذه المستشفيات التي ندعمها للأذى مرة أخرى خلال الـ24 ساعة القادمة وعلينا أن ندرك ذلك، نحن لا نتعامل مع وقف دائم أو وقف إطلاق نار طويل المدى". 

وقال إن العديد من هذه المرافق تقع في مواقع استراتيجية للغاية، على طول الطرق السريعة، كما هو الحال في أي منطقة حضرية كبرى، ولهذا السبب، أكد الحاجة الماسة إلى الحصول على وسيلة موثوقة لفك الاشتباك في هذه المرافق.

وأشار إلى الوضع المروع للكثير من الناس القابعين في العراء، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، وتدهور حالتهم الغذائية الأساسية، والاكتظاظ، والقلق ومعاناة الجرحى وكبار السن والمعاقين والمتضررين نفسيا.

الخميس، أكدت قطر، تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية يوما إضافيا حتى الجمعة، فيما كانت هدنة من 6 أيام شارفت على الانتهاء.

وأفاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، في بيان بـ"توصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليوم إضافي بالشروط السابقة نفسها، وهي وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية"، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وأضاف أن الهدنة ستكون "في إطار وساطة دولة قطر المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية".

وأدّى اتفاق الهدنة إلى وقف مؤقت للقتال الذي بدأ في 7 أكتوبر عندما هاجمت عناصر من حماس إسرائيل من قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وخطف نحو 240 آخرين، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأدّت حملة القصف الجوي والبري والبحري الإسرائيلي في غزة إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، معظمهم أيضًا من المدنيين، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة، وحولت أجزاء كبيرة من شمال القطاع إلى أنقاض.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية