المياه والتصحر ونظم الزراعة تسيطر على فعاليات الأجنحة العربية والإفريقية في "cop28"

المياه والتصحر ونظم الزراعة تسيطر على فعاليات الأجنحة العربية والإفريقية في "cop28"

سيطرت قضايا "شح وندرة المياه، والتصحر، ونظم الزراعة "على الجلسات والفعاليات التي نظمتها الأجنحة العربية والإفريقية اليوم على هامش مشاركتها في مؤتمر المتحدة لتغير المناخ "cop28".

وأبرز جناح جامعة الدول العربية النظم الزراعية في المنطقة العربية وسبل تعزيز الإنتاج الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي، فيما تركزت جلسات جناح المغرب على قضية شح وندرة المياه، بينما جناح إفريقيا ركز على الجفاف وتناول جناح ليبيا تسارع التصحر بسبب الأضرار المناخية بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

ووفقا لتقرير صندوق النقد العربي، تعاني الدول العربية ندرة المياه، حيث لم يتجاوز متوسط حصة الفرد من المياه المتجددة في عام 2021 نحو 600 متر مكعب، ويتزايد هذا التحدي عاماً بعد عام بسبب النمو السكاني وتراجع مخزون المياه وعوامل أخرى.

وأكدت نقاشات الأجنحة العربية والإفريقية على ضرورة تطوير نظم الري والزراعة ومعالجة المياه وتفعيل السياسات البيئية لتعزيز التحول الأخضر وتحقيق الاستدامة.

وبلغت المساحة الزراعية الكلية في الدول العربية خلال عام 2021 نحو 75.2 مليون هكتار، تمثل 38.2% من المساحة القابلة للزراعة، ويمثل شح المياه أحد العوامل التي تحد من إمكانية استغلال معظم مساحة الأراضي القابلة للزراعة، بحسب تقرير صندوق النقد العربي.

يشكل الغذاء والزراعة والمياه محوراً رئيسياً لمواجهة التحديات المناخية العالمية، إذ تسهم النظم الغذائية والزراعية في انبعاثات غازات الدفيئة وهي في الوقت ذاته شديدة التأثر بتغير المناخ.

وأوضح تقرير منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أن انبعاثات غازات الدفيئة من القطاعات الغذائية الزراعية تمثل نسبة 34% من مجموع انبعاثات غازات الدفيئة، الناشئة بالأساس عن إزالة الغابات، والإنتاج الحيواني، والفاقد والهدر من الأغذية، مشدداً على ضرورة إحداث تحول في النظم الغذائية والزراعية وتعزيزها من خلال التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره بفعالية، ليتسنى للناس التمتع بأنماط غذائية صحية ومستدامة وميسورة الكلفة.

وفي سياق متصل، حدد تقرير "حالة العالم في الغابات 2022"، ثلاثة مسارات لتحقيق التعافي الأخضر ومعالجة الأزمات الكوكبية المتعددة الأبعاد وتشمل: وقف إزالة الغابات؛ واستعادة الأراضي المتدهورة وتوسيع الزراعة الحراجية؛ والاستخدام المستدام للغابات وبناء سلاسل القيمة الخضراء.

بدوره، أشار تقرير مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة الصادر بالتزامن مع "cop28" تحت عنوان: "خيارات الاستهلاك"، إلى أن "cop28" محطة مهمة لنشر المعرفة المتعلقة بتغير المناخ على نطاق عالمي، ما يترك بصمة مميزة على تصورات الجمهور ومواقفه تجاه التحديات البيئية، إذ إن مناقشة المشكلات البيئية والمناخية وطرح ممارسات الاستدامة خلال هذه الفعاليات تُعد عاملاً حاسماً في تشكيل وعي الجمهور بشأن مدى خطورة تغير المناخ، وبالتالي الحاجة المُلحة لتضافر الجهود لاتخاذ إجراءات مشتركة وفعالة لمواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي في حياة البشر.

ودعا 81.8% من المشاركين في استطلاع رأي دولي أجرته شبكة تليفزيون الصين الدولية "CGTN" عبر الانترنت مع انطلاقة "cop28"، البلدان إلى تسريع وتيرة التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون وخفض انبعاثات الكربون وتعزيز تحقيق أهداف المناخ العالمية فيما وافق ما يصل إلى 88.5% من المشاركين على أن الدول المتقدمة تتحمل مسؤولية تاريخية أكبر عن أزمة تغير المناخ التي هي من صنع الإنسان.

مؤتمر المناخ COP 28

تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة ال28 لمؤتمر الأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، لمناقشة التحديات المناخية وتداعياتها على حقوق الإنسان، وإيجاد الحلول والبدائل من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة وعرض فرص التنمية الاقتصادية المستدامة.

وبدأت فعاليات المؤتمر الدولي بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي مساهمة نحو التوافق العالمي لحل أزمة المناخ.

يعتبر مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 حدثا مفصليا على صعيد مواجهة تحديات تغير المناخ ومناقشة سبل المحافظة على النظم البيئية، حيث ستقوم الدول المشاركة لأول مرة بتقييم مدى تقدمها في تنفيذ اتفاق باريس للمناخ 2015.

ويشكل COP28 منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية