غوتيريش يحذّر من "انفجار الوضع إقليمياً" مع تصاعد القتال في غزة

غوتيريش يحذّر من "انفجار الوضع إقليمياً" مع تصاعد القتال في غزة
أنطونيو غوتيريش

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء امتداد الصراع المتصاعد في غزة، والذي يمكن أن تكون له "عواقب مدمرة على المنطقة بأكملها".

وفي بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، حذر غوتيريش من استمرار خطر حدوث "حريق إقليمي أوسع نطاقا كلما طال أمد الصراع في غزة، نظرا لخطر التصعيد وسوء التقدير من قبل جهات فاعلة متعددة"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وقال الأمين العام إن تصاعد العنف في الضفة الغربية أمر مقلق للغاية، فيما أشار أيضا إلى التبادل اليومي لإطلاق النار عبر الخط الأزرق والذي يهدد بتصعيد أوسع بين إسرائيل ولبنان.

كما أعرب عن قلقه حول الهجمات المستمرة التي تشنها الجماعات المسلحة في العراق وسوريا، وكذلك هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة.

وحث غوتيريش جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات عاجلة لتهدئة التوترات في المنطقة، وناشد جميع أعضاء المجتمع الدولي بذل كل ما في وسعهم لاستخدام نفوذهم على الأطراف المعنية لمنع التصعيد الإقليمي.

وكرر دعوته لوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.

دعوة أممية إلى زيادة المساعدات 

وعلى الصعيد الإنساني، قال العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 100 ألف نازح تدفقوا إلى رفح في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى تفاقم الظروف السيئة بالفعل في الجزء الجنوبي من القطاع.

يأتي هذا في وقت قال مدير شؤون الأونروا في غزة، توم وايت في منشور على موقع إكس إن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من شمال غزة على طول الطريق الذي حدده الجيش الإسرائيلي.

وأوضح وايت أن قائد قافلة المساعدات الدولية وفريقه لم يصابوا بأذى، ولكن أصيبت مركبة واحدة بأضرار، مشددا على أنه "لا ينبغي أبدا استهداف عمال الإغاثة"، ولا تزال هناك عقبات خطيرة أمام جلب المزيد من المساعدات إلى المحتاجين وسط القصف الإسرائيلي المستمر والقتال العنيف على الأرض.

وحذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس في منشور على موقع "إكس" من أن "السكان المصدومين والمرهقين يُحشرون في قطعة أصغر فأصغر من الأرض".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نقلا عن تقارير من السلطات الصحية في غزة، بأن نصف النساء الحوامل اللائي يبحثن عن الأمان في الملاجئ في القطاع يعانين من العطش وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، فضلا عن النقص في التطعيمات للأطفال حديثي الولادة، وأن واحدا من كل طفلين نازحين يواجه الجفاف وسوء التغذية والمرض.

اكتظاظ هائل

ونزح حوالي 1.9 مليون من سكان غزة، أي 85% من سكان القطاع، داخليا منذ بدء العمليات الإسرائيلية في أعقاب الهجمات التي شنتها حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن موجة النزوح الأخيرة جاءت نتيجة لتكثيف الأعمال العدائية في مدينة خان يونس الجنوبية ودير البلح وسط قطاع غزة، فضلا عن أوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي. 

وقبل حوالي 10 أيام، كانت التقديرات تشير إلى أن رفح هي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في غزة، حيث يتجاوز عدد السكان هناك 12 ألف شخص لكل كيلومتر مربع، حسب ما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وضع مستحيل

وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم تبنيه الأسبوع الماضي، والذي يدعو إلى زيادة إيصال المساعدات إلى غزة، فإن الوصول إلى الأشخاص المحتاجين ظل غير كافٍ إلى حد كبير.

سباق مع الزمن

وعلى الرغم من التحديات، واصل العاملون في المجال الإنساني بذل قصارى جهدهم لمساعدة سكان غزة اليائسين، حيث قام برنامج الأغذية العالمي مؤخرا بتوزيع طرود غذائية على 10,000 أسرة نازحة في مخيمات مؤقتة في رفح.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه تم تحديد حوالي 200 من قادة المجتمع لجمع المساعدة نيابة عن الأسر المحيطة في مجتمعاتهم، حيث يغطي كل طرد الاحتياجات الغذائية للأسرة لمدة 10 أيام.

وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، سامر عبدالجابر في منشور على موقع "إكس": "من المذهل رؤية التعاون بين الفريق والمجتمعات بينما نسابق الزمن لتقديم الغذاء المنقذ للحياة في غزة".

وفي الأسبوع الماضي، حذر العاملون في المجال الإنساني من أن أكثر أسرة واحدة من كل 4 أسر في غزة تعاني من الجوع "الكارثي". 

وكان البرنامج حذر من خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا لم يتوفر ما يكفي من الغذاء والماء النظيف وخدمات الصحة والصرف الصحي، وذلك وفقا لتقرير يُعرف بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

أكد التقرير الذي صدر في وقت سابق هذا الشهر أن جميع سكان غزة -حوالي 2.2 مليون شخص- "يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي".

العدوان على قطاع غزة

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.

وأسفر القصف عن مقتل ما يزيد على 21 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 55 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 400 جندي وضابط، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الجاري، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية