"الغارديان": بريطانيا تشهد أطول إضراب في قطاع الصحة الأربعاء المقبل

"الغارديان": بريطانيا تشهد أطول إضراب في قطاع الصحة الأربعاء المقبل

تواجه هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أطول فعاليات إضراب في تاريخها الأربعاء المقبل، بعد إعلان الأطباء المبتدئين توقفهم عن العمل لمدة 6 أيام من الساعة السابعة صباحًا. 

وقال أحد قادة صندوق الخدمات الصحية الوطنية إنه يتوقع إلغاء حوالي ثلث العمليات في المستشفيات التابعة له، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين عن قطاع الصحة حذروا من أن أحد الأهداف الرئيسية لرئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك بالنسبة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية -وهو القضاء على فترات انتظار أطول من 65 أسبوعًا للعمليات والإجراءات الأخرى بحلول مارس- من المرجح ألا يتم تحقيقها بسبب إضراب قطاع الصحة في بريطانيا.

وأوضحت الصحيفة أن الإضرابات التي قام بها الاستشاريون والأطباء المبتدئون والممرضون خلال العام الماضي أعاقت تقليص قائمة الانتظار للرعاية الاختيارية التي يقودها الاستشاريون، والتي بلغت أكثر من 7.7 مليون في نهاية أكتوبر.

وحذرت الجمعية الطبية البريطانية (BMA) في نهاية هذا الأسبوع من احتمال قيام الأطباء المبتدئين بمزيد من الإضرابات في عام 2024 ما لم تقدم الحكومة عرضًا موثوقًا به.

وقال الرئيس التنفيذي لاتحاد هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وهي منظمة العضوية لنظام الرعاية الصحية في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية ماثيو تايلور، إن العديد من المستشفيات ستكون في وضع محفوف بالمخاطر بسبب الإضراب.

وأضاف: “سيكون لدى العديد من المستشفيات تقلبات وستكون في وضع ضعيف للغاية.. هذا هو أحد أكثر الأسابيع تطلبًا في العام”.

وتابع أن التأثير التراكمي للإضراب يعني أنه من غير المرجح أن يتحقق هدف إلغاء الانتظار لمدة 65 أسبوعًا للعلاج الاختياري بحلول مارس 2024، وقال: “لقد كان دائمًا هدفًا صعبًا حقًا، ولو لم يكن لدينا إضرابات، لكنا قد اقتربنا منه كثيرًا".

وأشار تايلور إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحرز تقدماً في قائمة الانتظار للعلاج من خلال مجموعة من المبادرات، بما في ذلك المراكز الجراحية الجديدة التي توفر المزيد من غرف العمليات والأسرة.

عندما تعهد سوناك بخفض قوائم الانتظار في المستشفيات في يناير الماضي -وهي إحدى الأولويات الخمس الرئيسية للانتخابات العامة- كان هناك 7.21 مليون علاج بقيادة الاستشاريين على قائمة الانتظار، ويوجد الآن حوالي 500 ألف موعد إضافي في القائمة، وفقًا لأحدث الأرقام، مقارنة بشهر يناير.

وتكشف وثائق أداء مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) الأخيرة المقدمة إلى مجالس الثقة كيف يكافح رؤساء الصحة لتحقيق هذا الهدف، وفي أكتوبر الماضي، كانت 107433 حالة تنتظر أكثر من 65 أسبوعا.

أزمة غلاء معيشة

وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.

وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.

دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.

وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية