قلق أممي من تداعيات تصاعد الأعمال العدائية في شمال سوريا
قلق أممي من تداعيات تصاعد الأعمال العدائية في شمال سوريا
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن القلق إزاء تأثير تصاعد الأعمال العدائية في شمال غربي سوريا على المدنيين، فضلا عن احتمال أن يعرض العنف المهامَ التي يقوم بها موظفو الأمم المتحدة عبر الحدود للخطر.
وقال المكتب في تحديث عن الوضع في سوريا صدر، الثلاثاء، إن الأمم المتحدة نفذت أكثر من 300 مهمة عبر الحدود العام الماضي للقاء الأشخاص المتضررين، ومراقبة برامج المساعدة، وإجراء تقييمات للاحتياجات، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأوضح أنه منذ 5 أكتوبر الماضي، قُتِل أكثر من 100 شخص، 40% تقريبا منهم من الأطفال، بسبب القصف وأعمال العنف الأخرى في شمال غربي سوريا، بينما أصيب أكثر من 400 آخرين.
وأضاف أنه في مطلع الأسبوع أدى القصف على الأحياء السكنية في إدلب وغرب حلب إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل، بمن فيهم مراهق ورجل يبلغ من العمر 100 عام، وفقا للسلطات الصحية المحلية.
وكان تسعة من بين ما يقرب من 30 شخصا أصيبوا بجروح من الأطفال، من بينهم رضيع يبلغ من العمر شهرين، كما تضررت مدرستان على الأقل شمال غربي حلب، وفقا لما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وأكد المكتب أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون مراقبة الوضع والاستجابة للاحتياجات الإنسانية، بما في ذلك من خلال تقديم الدعم للمرافق الصحية، التي تتعرض لضغوط إضافية بسبب زيادة أمراض الجهاز التنفسي وغيرها من التحديات المرتبطة بفصل الشتاء.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وبعد مرور 12 عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.