العاصفة "هينك" تتسبّب بفيضانات وتعطل المواصلات في المملكة المتحدة

العاصفة "هينك" تتسبّب بفيضانات وتعطل المواصلات في المملكة المتحدة

صدرت مئات التحذيرات من حدوث فيضانات في المملكة المتحدة، الأربعاء، بعد رياح قوية وأمطار ضربت أجزاء واسعة من البلاد متسببة بتعطل رحلات وانقطاع للتيار الكهربائي.

وسُجلت أقوى رياح رافقت العاصفة هينك بعد ظهر الثلاثاء في آيل أوف وايت، قبالة الساحل الجنوبي لإنجلترا حيث وصلت سرعة الرياح 151 كلم بالساعة، بحسب وكالة فرانس برس.

وبلغت سرعة الرياح 130 كلم في مطار إيكزيتر على الساحل الجنوبي في ديفون، بحسب وكالة الأرصاد الجوية.

وأعلنت شرطة غلوسترشير بغرب إنجلترا مقتل رجل في الخمسينيات من العمر عندما سقطت شجرة على سيارته خلال العواصف قرب سيرنسيستر.

وقالت وكالة الأرصاد الأربعاء إنها أصدرت 294 تحذيرا من حدوث فيضانات، في مناطق يتوقع أن تشهد فيضانات، و341 تحذيرا لمناطق يُمكن أن تشهد فيضانات، في إنجلترا.

وتم إجلاء العديد من الأهالي من مراكب يقيمون فيها وبيوت متنقلة (كارافان) في نهر نيني قرب نورثامبتون على بعد 112 كلم شمال لندن، بسبب ارتفاع منسوب المياه.

وصدرت ثمانية تحذيرات و32 إنذارا من فيضانات في ويلز، وتحذيرا من فيضان قوي ما يشير إلى خطر على الأرواح، بحسب هيئة "الموارد الطبيعية لويلز".

وبحسب "مؤسسة شبكات الطاقة" التي تضم شركات لتزويد الغاز والكهرباء، انقطعت الكهرباء عن 10 آلاف مشترك.

وقالت الشركة الوطنية المشغلة للطرق السريعة والطرق الرئيسية في إنجلترا إن العديد من الطرق أُغلقت بسبب الفيضانات.

وحذرت الهيئة من أنه مع توقع هطول المزيد من الأمطار في عدة مناطق خلال اليوم، ستظل بعض الطرق مغلقة لعدة ساعات. 

كما حذرت شركات القطارات الركاب من تعطل الخدمات، بعد أن تسببت الرياح العاتية في اقتلاع أشجار وسقوطها على خطوط السكك الحديد. 

أواخر ديسمبر الماضي ضربت اسكتلندا وشمال إنجلترا بشكل خاص العاصفة غيريت مودية بثلاثة رجال سقطت سيارتهم في نهر.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية