"الصحة العالمية" تستنكر قصف مستشفى يديره الهلال الأحمر في غزة

"الصحة العالمية" تستنكر قصف مستشفى يديره الهلال الأحمر في غزة

استنكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الضربات التي تعرض لها مستشفى الأمل في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بمن فيهم طفل يبلغ من العمر خمسة أيام، وألحقت أضرارا بالغة بمركز تدريب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الواقع داخل مجمع المستشفى.

وضم الدكتور تيدروس صوته مرة أخرى إلى الدعوات الدولية المتكررة لوقف فوري لإطلاق النار، ووصف قصف المستشفى بأنه "غير معقول". 

وأضاف أن النظام الصحي في غزة منهار بالفعل، حيث يواجه العاملون في مجال الصحة والمساعدات إعاقة مستمرة لجهودهم لإنقاذ الأرواح بسبب الأعمال العدائية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأوضح أن العديد من أولئك الذين كانوا يحتمون في مستشفى الأمل في مدينة خان يونس جنوبي القطاع عندما تعرض للقصف قد غادروا، في حين أن أولئك الذين بقوا "خائفون للغاية على سلامتهم ويخططون لمغادرة المكان الذي لجأوا إليه التماسا للمأوى والحماية".

بدوره، تحدث الدكتور أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية، من مستشفى الأمل في مقطع فيديو تم تصويره خلال بعثة تقييم أممية، أظهر حدوث أضرار جسيمة، قال ساباربيكوف في الفيديو الذي نُشِر على موقع "إكس"، إنه بموجب القانون الدولي الإنساني، "يجب أن يكون المستشفى مكانا محميا ولكنه تعرض مؤخرا للقصف مرتين". 

وأضاف "يجب أن تتوقف الحرب، وينبغي حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية".

استمرار القصف والاشتباكات

وعلقت رئيسة فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جيما كونيل،  على ما حدث في مستشفى الأمل قائلة "لا يجوز قتل أي طفل في العالم، ناهيك عن طفل يحتمي تحت شعار منظمة إنسانية".

وأضافت أنه "يجب أن ينتهي هذا الأمر"، مشيرة إلى أن المستشفى كان "مميزا بوضوح" بشعار الهلال الأحمر الفلسطيني، وكان ما يقدر بنحو 14 ألف شخص يحتمون بالمنشأة الصحية عندما تعرضت للقصف مرتين.

وأفاد آخر تحديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بوقوع قصف إسرائيلي مكثف من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، إلى جانب استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قبل الجماعات الفلسطينية المسلحة.

كما وردت أنباء عن اشتباكات على الأرض في بلدة خان يونس الجنوبية، إلى جانب ضربات عنيفة في مدينة غزة في شمال القطاع، وسلط المكتب الضوء على تقارير عن سقوط العديد من القتلى في المناطق التي انتقل إليها الفلسطينيون، بناء على أوامر من القوات الإسرائيلية بالانتقال من شمال غزة.

كارثة صحية طور التكوين

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن غزة تشهد كارثة صحية عامة في طور التكوين، وأن التهجير الجماعي الأخير في جنوب غزة يؤدي إلى تفشي الأمراض.

وأشار المكتب إلى الإبلاغ عن أكثر من 400 ألف حالة إصابة بالأمراض المعدية منذ 7 أكتوبر، فيما يعاني نحو 180 ألف شخص من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، وتم الإبلاغ عن أكثر من 136 ألف حالة إسهال، نصفها بين الأطفال دون سن الخامسة.

وأكد المكتب أن شركاءه في المجال الإنساني يواصلون معالجة النقص الحاد في النظافة ومياه الشرب الآمنة في غزة، على الرغم من التحديات المستمرة التي تواجه جهود الاستجابة.

وأوضح أنه منذ شهر أكتوبر، تم الوصول إلى نحو 1.4 مليون شخص في غزة مرة واحدة على الأقل للحصول على بعض المساعدات في مجال المياه والصرف الصحي، ويشمل هذا توزيع أكثر من 120 ألف متر مكعب من المياه، كما تم تركيب أو إعادة تأهيل ما يقرب من 140 وحدة صرف صحي في مراكز إيواء المُهجرين.

وقال المكتب كذلك إن الشركاء في المجال الإنساني يقدمون الرعاية الصحية في الملاجئ بمساعدة 150 فريقا طبيا، وإن هناك استمرارا للعمل على توسيع نطاق الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال زيادة عدد النقاط الطبية التي تخدم المهجرين، حيث إن أقل من نصف الملاجئ المخصصة البالغ عددها 325 ملجأ تتوفر بها هذه النقاط.

عدم التمكن من الوصول للشمال

ونبه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني لم يتمكنوا من تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها شمال وادي غزة لمدة ثلاثة أيام بسبب التأخير في الوصول والمنع، فضلا عن الصراع النشط.

ويشمل هذا الأدوية التي كانت ستوفر الدعم الحيوي لأكثر من 100 ألف شخص لمدة 30 يوما، بالإضافة إلى ثماني شاحنات محملة بالأغذية للأشخاص الذين يواجهون حاليا انعدام الأمن الغذائي الكارثي الذي يهدد حياتهم.

وجدد المكتب مطالبة المنظمات الإنسانية بوصول المساعدات بشكل عاجل وآمن ومستدام ودون عوائق إلى مناطق شمال وادي غزة، التي تم فصلها عن الجنوب منذ أكثر من شهر.

شريان حياة للأطفال

وفي تطور آخر، قالت وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إنه تم إطلاق استجابة سريعة من قِبل الوكالة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وشركاء آخرين، لتقديم أكثر من 960 ألف جرعة من اللقاحات الرئيسية للحماية من أمراض مثل الحصبة والالتهاب الرئوي وشلل الأطفال في قطاع غزة.

وأضافت الأونروا أنه في الفترة ما بين 25 و29 ديسمبر، تم تسليم أكثر من 600 ألف جرعة من اللقاحات إلى غزة، وهو ما يعد "شريان حياة للأطفال".

العدوان على قطاع غزة

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 22 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 57 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 400 جندي وضابط، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية