ارتفاع حصيلة القتلى جراء عاصفة شتوية في الولايات المتحدة

ارتفاع حصيلة القتلى جراء عاصفة شتوية في الولايات المتحدة

ارتفعت إلى خمسة أشخاص، حصيلة القتلى الذين قضوا بعاصفة شتوية عنيفة اجتاحت مناطق كثيرة في الولايات المتحدة، متسببةً بأمطار غزيرة وثلوج وانقطاع للتيار الكهربائي عن مئات الآلاف من المنازل.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية "إن دبليو إس"، إنّ "عاصفة قطبية قوية تتجه جنوباً آتية من كندا، تنذر بتسجيل درجات حرارة ستكون حتى اليوم الأدنى لهذا الموسم في منطقة السهول الشمالية، إذ من المتوقع أن تتدنّى درجات حرارة إلى ما دون 18 درجة مئوية" في ولايات وسطى عدة محاذية لكندا.

وأضافت الهيئة، في بيان لها، أن درجات الحرارة ستتدنّى بحلول يوم الجمعة إلى ما تحت الصفر في أوكلاهوما بجنوب البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس.

وتوقعت الهيئة أيضاً حدوث فيضانات كبيرة على طول ساحل المحيط الأطلسي.

وكانت السلطات المحلية أعلنت أنّ ثلاثة أشخاص على الأقل قضوا في العاصفة التي شهدتها جنوب البلاد، بينهم امرأة ثمانينية لقيت حتفها في ولاية ألاباما بعدما دمّر إعصار منزلها المتنقل، بحسب سلطات هيوستن.

وقضى شخصان آخران في شمال البلاد جراء حوادث سير يُعزى أحد أسبابها إلى الظروف المناخية.

ودعا حاكم ولاية نيوجيرسي فيل ميرفي، في مقابلة مع وسيلة إعلام محلية، إلى "عدم الاستخفاف بالعاصفة"، واصفاً إياها بـ"الاستثنائية".

أعاصير عنيفة

وضربت الأعاصير مناطق جنوب شرق البلاد بينها فلوريدا، حيث صنّف حاكم الولاية رون ديسانتيس 49 مقاطعة في حالة الطوارئ، وأظهرت مشاهد التقطتها طائرات مسيرة أشجاراً اقتُلعت ومباني حُطّمت سقوفها.

وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 400 ألف منزل خصوصاً في شرق البلاد، بحسب موقع "باور أوتج دوت يو اس" (Poweroutage.us)، وسجل هذا الرقم انخفاضاً عما كان عليه، الثلاثاء، إذ كانت الكهرباء انقطعت عن نحو 900 ألف منزل.

وفي شمال غرب البلاد، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من أنّ "التساقط الكثيف للثلوج سيستمر اليوم" على سلاسل جبلية عدة، في حين "ستستمر ظروف العاصفة الثلجية على طول الساحل الغربي لألاسكا".

وأثرت الأحوال الجوية على حركة الملاحة الجوية، إذ أُلغيت أكثر من 650 رحلة فيما تأخّرت أكثر من 10 آلاف رحلة كانت تغادر الولايات المتحدة أو تصل إليها، بحسب موقع "فلايت اوير دوت كوم".

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري بما يشمل الفحم والنفط والغاز التي تعد مسؤولة عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين حوالي مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية