اليوم الدولي للطاقة النظيفة.. طوق نجاة لإنقاذ البشرية من مخاطر التغيرات المناخية
يحتفل به في 26 يناير من كل عام
كضمان للوصول إلى مستهدفات خفض الانبعاثات الكربونية، يعد الانتقال إلى استخدام الطاقة النظيفة طوق نجاة لإنقاذ كوكب الأرض من مخاطر ظاهرة التغير المناخي.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للطاقة النظيفة في 26 يناير من كل عام، بهدف تشجيع العالم على تبني حلول لتسريع منظومة تحول الطاقة وخفض الانبعاثات.
وتقع الطاقة في صميم التحدي المزدوج المتمثل في ضمان عودة النفع على الجميع وفي حماية الكوكب، إذ تعتبر الطاقة النظيفة هي الحل الأمثل لمواجهة ذلك التحدى العالمي.
وفي عام 2023، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا تقدمت به الإمارات وبنما، باعتبار "26 يناير" يوماً عالمياً للطاقة النظيفة، والذي يصادف ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "الطاقة النظيفة هبة لا تكف عن العطاء، إذ بإمكانها تنقية الهواء الملوث، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وتأمين الإمدادات، وجعل الطاقة في متناول مليار شخص بأسعار معقولة، ما يساعد على ضمان وصول الكهرباء إلى الجميع بحلول عام 2030".
وأوضح غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة، أن "الانتقال المنصف والعادل والمتساوي والعاجل من الوقود الأحفوري القذر إلى الطاقة النظيفة أمر ضروري لتجنب أسوأ ما في فوضى المناخ وتحفيز التنمية المستدامة".
وأضاف: "لهذا جاء احتفائي بهذا اليوم الدولي الأول للطاقة النظيفة، وإني أشيد بعمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وأرحب بالدعوة التي وجهتها البلدان في الاجتماع الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لزيادة إمكانيات إنتاج الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030".
وتابع: "أعتقد اعتقادا راسخا أن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري ليس ضروريا فحسب، بل إنه أمر لا مفر منه، لكننا بحاجة إلى أن تتحرك الحكومات وتعجل بوتيرة الانتقال، وفي مقدمتها حكومات أكثر الدول تسببا في الانبعاثات".
ومضى الأمين العام قائلا: "هذا يعني إطلاق العنان لإحداث طفرة في التمويل المناخي، وعلى الأخص قيام الحكومات بإصلاح أساليب عمل المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف بما يتيح تدفق التمويل الميسور التكلفة".
واستطرد موضحا: "هذا يعني أن تضع البلدان خططا مناخية وطنية جديدة بحلول عام 2025 تَخُط المسار للانتقال المنصف والعادل إلى الطاقة النظيفة، كما يعني أيضا أن تطوي الحكومات صفحة استخدام الوقود الأحفوري إلى الأبد منتهجةً في ذلك سبل العدالة والإنصاف".
واختتم أنطونيو غوتيريش كلمته بعبارة: "مستقبلنا مع الطاقة النظيفة قادم لا محالة.. فلْنعملْ معا على التعجيل بمجيئه".
وبحسب التقديرات الأممية، تلعب الطاقة النظيفة دورا حيويا في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، فضلا عن عودتها بالنفع على المجتمعات التي تفتقر إلى مصادر الطاقة الموثوقة.
ولا يزال 675 مليون شخص يعيشون في الظلام حتى اليوم، إذ يعيش 4 من كل 5 أشخاص منهم في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا.
وتعد العلاقة بين الطاقة النظيفة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة البيئية هي مسألة بالغة الأهمية في معالجة القضايا التي تواجهها المجتمعات الضعيفة في كافة أنحاء العالم.
ويواجه السكان الذين لا يستطيعون الحصول على الطاقة النظيفة الموثوقة، العديد من العقبات أمام حصولهم على خدمات التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية.
ولا تزال العديد من المناطق النامية تعتمد في معايشها اعتمادا كبيرا على الوقود الأحفوري الملوث، ما يؤدي إلى ديمومة الفقر، إذ يظل واحد من كل أربعة أشخاص، مع حلول عام 2030، يستخدم أنظمة طهي غير مأمونة وغير صحية وغير فعالة، من مثل حرق الحطب أو الروث.
وترنو أهداف التنمية المستدامة، إلى ضمان حصول الجميع على طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة بحلول عام 2030، إذ تعقد الجمعية العامة تقييمًا عالميًا بشأن الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة في أبريل 2024 لتقييم التقدم المُحرز فيه وتقديم توصية بالحلول المقترحة.
ويعد الاعتماد الطاقة النظيفة هو جزءا لا يتجزأ من مكافحة تغير المناخ، حيث تتعدد مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح والمياه والنفايات والحرارة من الأرض، وهذه المصادر تتجدد بطبيعتها ولا ينبعث منها إلا القليل من الغازات المسببة للانحباس الحراري الكوكبي أو الملوثات في الهواء.
ويعتبر تحسين كفاءة استخدام الطاقة أمرًا أساسيًا، لأن استخدام طاقة أقل لتحقيق نفس الناتج بتقنيات أكثر كفاءة في قطاعات النقل والبناء والإضاءة والأجهزة على سبيل المثال يوفر المال، ويقلل التلوث الكربوني، ويساعد على ضمان حصول الجميع على الطاقة المستدامة.
ووفق التقديرات الأممية، فإن الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز، مسؤول عن حوالي 90 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، غير أنه لا يزال يهيمن على إنتاج الطاقة العالمية.
ويؤكد العلماء على ضرورة خفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريبًا بحلول عام 2030 والوصول بمستوى الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050 لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.