بعد كشف تفاصيل خطة لإخلاء المدينة..

حركة فتح تحذّر من ارتكاب مجازر بحق السكان المدنيين في رفح

حركة فتح تحذّر من ارتكاب مجازر بحق السكان المدنيين في رفح

حذر القيادي في حركة فتح، أيمن الرقب، من ارتكاب مجازر بحق السكان المدنيين في مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين من باقي مناطق القطاع التي تعرضت للهجوم الإسرائيلي في الشمال وخان يونس، كاشفا عن تفاصيل خطة إسرائيل لإخلاء المدينة من أجل البدء في عملية العملية العسكرية التي تم الإعلان عنها.

وقال الرقب، وفقا لموقع "سكاي نيوز عربية": "نتنياهو تحدث عن فتح ممر آمن بشكل طبيعي من رفح إلى خان يونس، ولكن الأمور ليست بالسهولة التي يتصورها بل ستكون صعبة للغاية في حال الإقدام على تنقل السكان أو السماح بعودتهم إلى شمال غزة مرة أخرى والتي تعرضت لدمار شديد سواء من القصف الجوي أو العمليات البرية".

وتابع "سيتم السماح بانتقال كتلة سكانية نحو الشمال على أن تشمل المرحلة الأولى النساء والأطفال ثم الرجال الطاعنين في السن من خلال بوابة سيتم إنشاؤها على شارع صلاح الدين، ثم في المرحلة الثالثة سيتم السماح بعبور الرجال بعد تفتيشهم والتحقيق معهم، وربما تؤدي هذه الإجراءات لو تم تنفيذها كما يتم تصويرها للتخفيف من الضحايا المدنيين، ولكنها محفوفة بالمخاطر".

 المعقل الأخير

بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إن جيشه سيضمن "ممرا آمنا" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة، وأضاف نتنياهو في مقابلة مع قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، "النصر في متناول اليد.. سنفعل ذلك.. سنسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابية، وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير".

وتابع: "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة.. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي"، وذكر نتنياهو مناطق في شمال رفح: "تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين"، على قوله.

وردّ نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شنّ هجوم على رفح، قائلا: "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".

 استدعاء الاحتياط

يقول المحلل السياسي جاسبر فيند، إن الجيش الإسرائيلي يذهب نحو إعادة جنود الاحتياط مرة أخرى من أجل التحضير للعملية في رفح، لأن رفح لها خصوصية في كونها الجزء الذي كان آمنا في القطاع ويسع أكثر من مليون ساكن ونازح من كل أنحاء القطاع، وعملية كهذه تحتاج إلى تخطيط محكم من أجل التخفيف من عدد الضحايا الذين قد يسقطون، في وقت حرج بالنسبة لإسرائيل حيث لم تعد تتمتع بذات الدعم الدولي الذي كان متاحا في بداية الحرب في شمال غزة.

وأضاف فيند، وفقا لموقع "سكاي نيوز عربية"، يوجد 4 كتائب في رفح تابعين لحركة حماس، وهم من الكتائب عالية التدريب التي تشارك في عمليات القتال، وهذه الكتائب ستقاتل بشراسة لأنهم يحملون على عاتقهم بقاء مشروع حماس حيا في المستقبل، ومن المعضلات الأخرى، عدم سيطرة إسرائيل أو معرفتها بخريطة الأنفاق الواصلة بين رفح وخان يونس، حيث من الممكن أن يؤدي ضغط الجيش في رفح على نقل مقاتلين عبر الأنفاق إلى خان يونس مرة أخرى".

وأشار إلى حتمية التنسيق مع مصر التي هددت بتعليق العمل باتفاقية كامب ديفيد في حال إقدام إسرائيل منفردة على عملية رفح والسيطرة على ممر فيلادلفيا، حيث تخشى مصر من أن تؤدي العملية إلى اجتياز سكان رفح للحدود نحو سيناء.

وكشفت "القناة 13" الإسرائيلية، أن نتنياهو، طلب إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري لرفح، ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تكشف عن هويته، قوله إن "العملية في رفح تقترب".

ووفق القناة فإن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد قال إن الجيش "سيكون قادرا على إنجاز أي مهمة، لكن هناك تحديات سياسية يجب الاهتمام بها أولا"، وأشارت القناة إلى وجود خلاف على المستويين السياسي والعسكري حول العملية المتوقعة في رفح، حيث حثّ نتنياهو على صياغة خطة وصفها بأنها "لتطهير رفح" في المناقشة الأخيرة لمجلس الوزراء الحربي.

 تحذير أوروبي

وحذر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من تداعيات أي هجوم إسرائيلي على رفح.

وقال بوريل في منشور على حسابه في "إكس": "أكرر التحذير الذي أطلقته العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بأن الهجوم الإسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر".

وشدد على أن "استئناف المفاوضات لتحرير الرهائن وتعليق الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب إراقة الدماء".

الحرب على قطاع غزة       

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 28 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 67 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 562 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية