الولايات المتحدة تطلق سراح مساعد بن لادن في صفقة تبادلية مع "طالبان"

الولايات المتحدة تطلق سراح مساعد بن لادن في صفقة تبادلية مع "طالبان"
بن لادن والظواهري - أرشيفية

تعقد الولايات المتحدة الأمريكية صفقة تبادل سجناء مع حركة "طالبان" الأفغانية، يتم بموجبها إطلاق سراح مساعد زعيم تنظيم "القاعدة" الأسبق أسامة بن لادن، وفق ما قالت قناة "العربية الحدث".

ونقلت القناة في تقرير لها الأحد عن مصادر مطلعة أن الجانب الأمريكي أبرم صفقة تبادل مع الحركة الأفغانية تتضمن تبادل سجين أمريكي لدى "طالبان" مقابل إطلاق مساعد بن لادن وسجين آخر، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تتم عملية التبادل اليوم الإثنين.

وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة وافقت على إطلاق سراح محمد رحيم الأفغاني الذي عمل مساعداً خاصاً لبن لادن، إضافة إلى سجين أفغاني آخر، مقابل تحرير المعتقل الأمريكي في سجون "طالبان" رايان كوربيت الذي تم توقيفه قبل أكثر من عام ونصف العام.

تأتي عملية التبادل بعد مرور أشهر عدة على المحادثات التي عقدت بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الأفغانية، في قطر، قبل أن يتم الإعلان عن الصفقة أخيراً.

ويفتح إطلاق سراح محمد رحيم الباب من جديد حول زعامة تنظيم "القاعدة" التي ظلت غامضة بعد مقتل الظواهري حتى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في فبراير 2023 أنّ المواطن المصري المقيم في إيران سيف العدل أصبح زعيماً للتنظيم المتطرف.

لكنّ تنظيم "القاعدة" لم يعلنه رسمياً "أميراً" له بسبب الحساسية إزاء مخاوف سلطات حركة "طالبان" في أفغانستان، التي لم ترغب في الاعتراف بأنّ الظواهري قُتل بصاروخ أمريكي في منزله في كابول 2022، وفق تقرير الأمم المتحدة.

وكانت مسؤولة بالاستخبارات الأمريكية، قالت في يناير 2023 رداً على سؤال في فعالية نظمها معهد واشنطن عن "مركز الثقل" في "القاعدة" بعد وفاة الظواهري، إن "خليفته لا يزال غير واضح".

وتناولت مديرة المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، كريستين أبي زيد المشهد العام للتهديدات في الولايات المتحدة، وقالت إن الدولة تواجه أجواء "غير متوقعة"، مضيفة أن على الأمريكيين أن يبقوا يقظين بشأن المنظمات المتطرفة خارج البلاد مثل "القاعدة" وتنظيم "داعش".

وتعرض الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على سيف العدل (62 سنة) الذي كان ضابطاً سابقاً في القوات الخاصة المصرية وشخصية بارزة في الحرس القديم لتنظيم "القاعدة".

وساعد العدل في بناء القدرة العملياتية للتنظيم ودرّب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر  2001 في الولايات المتحدة، وفق المنظمة الأمريكية "مشروع مكافحة التطرف".

وقال المحقّق السابق في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" علي صوفان إنّ سيف العدل يقيم في إيران منذ 2002 أو 2003، حيث وُضع في البداية رهن الإقامة الجبرية، لكنّه صار حرّاً في ما بعد بما يكفي للقيام برحلات إلى باكستان.

وكتب صوفان في مقال نشر عام 2021 لمجلة "سي تي سي" الصادرة عن "مركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب"، أنّ "سيف هو أحد أكثر المقاتلين المحترفين خبرة في الحركة المتشددة العالمية، وجسده يحمل ندوب المعركة"، وأضاف "عندما يتحرك، يفعل ذلك بكفاءة".

وكانت استخبارات "طالبان" ألقت القبض على كوربيت في 10 أغسطس 2022، بعد أيام من مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أيمن الظواهري في كابول، حيث ذكرت المصادر أن الحركة اتهمته بالتجسس لمصلحة الولايات المتحدة، وعلاقته بكشف مقر إقامة الظواهري في المنطقة الدبلوماسية بالعاصمة الأفغانية.

واعتقلت القوات الباكستانية مساعد بن لادن في 2007 خلال استقلاله حافلة عامة في مدينة لاهور، ثم نُقل بعدها إلى سجن غوانتنامو الشهير في 2008.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن، في الثاني من أغسطس 2022 أن بلاده قتلت الظواهري في كابول، في ضربة هي الأقوى لتنظيم "القاعدة" منذ قتلت قوات أمريكية خاصة بن لادن عام 2011، كما أثار الشكوك حينها حول مدى إيفاء "طالبان" بتعهدها عدم إيواء مجموعات إرهابية مسلحة.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية