«غصن الزيتون».. 70 حالة اختطاف واعتقال تعسفي وتخريب متواصل للتاريخ السوري

«غصن الزيتون».. 70 حالة اختطاف واعتقال تعسفي وتخريب متواصل للتاريخ السوري

يتواصل مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والانفلات الأمني، منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق "غصن الزيتون"، والمتمثلة بعفرين والنواحي التابعة لها شمال غربي حلب، فلا يكاد يمر يوم دون انتهاك أو تفجير أو استهداف.

وفي السياق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر فبراير الماضي، في تقريره الأخير، والذي يكشف من خلاله الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

وفي التقرير الذي نشره على موقعه الرسمي، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن توثيقه مقتل واستشهاد 8 أشخاص بأساليب وأشكال متعددة خلال فبراير، ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي.

 

أعمال عنف

وتسببت أعمال العنف التي جرت في المنطقة، بإصابة 15 شخصا بجراح متفاوتة، هم 7 مدنيين بينهم 3 أطفال، و8 من العسكريين، بحسب المرصد.

وشهدت منطقة غصن الزيتون خلال فبراير، 3 اقتتالات و3 تفجيرات، الاقتتال الأول جرى بتاريخ 5 فبراير، حين أصيب عنصر من الفيلق الثالث جراء إطلاق النار عليه من قبل قيادي بالشرطة العسكرية في عفرين، أما الثاني فكان بتاريخ 12 فبراير، حين قُتل عنصران من فرقة الحمزة وأصيب 2 آخران بجروح جراء اندلاع اشتباكات بين "أحرار الشام" وفرقة الحمزة في قرية جولقان بجنديرس.

ووقع الاقتتال الثالث بتاريخ 21 فبراير، حين نشب خلاف بين عناصر من الشرطة المدنية وعناصر من الشرطة العسكرية على طريق جنديرس بمدينة عفرين، تطور إلى حدوث إطلاق نار بين العناصر، مما أدى إلى إصابة عنصرين من الشرطة المدنية وامرأة كانت في موقع الحادثة.

 

استهداف المدنيين

أما التفجيرات، فالأول جرى بتاريخ 4 فبراير، حين قتل عنصر وأصيب آخرون من فصيل العمشات في ناحية شيخ الحديد، أثناء محاولتهم زرع ألغام أرضية في المنطقة، فيما التفجير الثاني كان بتاريخ 14 فبراير، حين قتل مواطن جراء انفجار لغم أرضي به أثناء محاولته العبور إلى مناطق سيطرة القوات الكردية في ريف حلب الشمالي، أما التفجير الثالث والأخير، فكان بتاريخ 15 فبراير، وأصيب خلاله 3 أطفال بجروح جراء انفجار جسم مجهول أثناء عملهم بجمع القمامة في ريف عفرين.

وبحسب المرصد السوري، لا تزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر فبراير، 70 حالة اختطاف واعتقال تعسفي لمدنيين من قبل الفصائل، بينهم طفل و4 نساء، وجرى الإفراج عن 16 منهم بعد دفع فدية مالية.

وقال المرصد، إن الفصائل الموالية لأنقرة، تواصل جرف التلال الأثرية في محاولة منها للبحث عن الدفائن الأثرية وتخريب التاريخ السوري، ففي شهر فبراير وقعت 4 عمليات تجريف وتخريب للتلال الأثرية، منها تل مرانيا في ناحية شيخ الحديد وتل لاق الأثري في ناحية شران وتل شوربة الأثري بناحية معبطلي وتل برج عبدالو الأثري، وتعرض الأخير بعد سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على مدينة عفرين لأعمال حفر وتخريب بشكلٍ كامل بالآليات الثقيلة، حيث تقدر مساحة الحفريات حوالي (2000) م2، قبل أن تعاود تلك الفصائل عمليات الحفر والتنقيب.

 

الحرب في سوريا

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبّب في مقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

وأنهكت سنوات الحرب الاقتصاد ومقدّراته، بينما تتضاءل تدريجياً قدرة الحكومة على توفير الاحتياجات الرئيسية على وقع تدهور سعر صرف الليرة السورية، وبات غالبية السوريين تحت خط الفقر.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية