مهرجان أفلام حقوق الإنسان يركز على المرأة والفئات المهمشة
مهرجان أفلام حقوق الإنسان يركز على المرأة والفئات المهمشة
بعد أن عرقلت جائحة كورونا استمراره على الوتيرة نفسها، يعود المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان إلى الانعقاد هذا العام، واعدا ببرمجة ثرية ومحافظا على انتصاره للدفاع عن المرأة وقضاياها.
وتحتضن العاصمة التونسية في الفترة ما بين الثامن والثاني عشر من مارس الجاري، الدورة السابعة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان الذي يرفع شعار ”السينما في خدمة حقوق الإنسان”، المهرجان الذي كان وليد ثورة يناير 2011 في تونس وحركة التحرر الثقافي والفكري التي تلتها، في حين تنعقد الدورة السابعة للمهرجان تحت شعار “حقوق المرأة وحقوق الفئات المهمشة”.
وأكدت مديرة الدورة السابعة للمهرجان، ريم بن منصور، في مؤتمر صحفي عقد للإعلان عن تفاصيل الدورة القادمة، على هوية المهرجان المتمثلة في نشر ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها، من خلال تسليط الضوء في كل دورة من الدورات على محاور تهتم بحقوق الإنسان.
وقالت إن دورة هذا العام ستسلط الضوء على حقوق النساء، لا سيما النساء المهمشات، موضحة “لاحظنا أن منسوب العنف المسلط على النساء ارتفع في السنوات الأخيرة خاصة بعد جائحة كورونا، مما جعلنا نخصص هذه الدورة للحديث عن حقوق المرأة والفئات المهمشة”.
وأضافت "ريم بن منصور"، أن أغلب الأفلام التي سيتم عرضها تتمحور حول قضايا النساء من عدة زوايا أبرزها الزوايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأوضحت أن المهرجان لن يكتفي بتناول مشكلة العنف المسلّط على النساء، بل سيبرز النجاحات النسوية خاصة في قطاع السينما، لذلك اختار عددًا من الأفلام التي أنتجتها أو أخرجتها نساء، ومنها فيلم حفل الافتتاح.
وكشفت الجمعية الثقافية التونسية للإدماج والتكوين “أكتيف”، التي دأبت على تنظيم هذه التظاهرة السينمائية منذ سنة 2014، عن برنامج هذه الدورة ومميزاتها، حيث تسجل هذه الدورة مشاركة 29 فيلما بين أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، تم انتقاؤها من ضمن أكثر من 2800 فيلم مشارك، وفق ما ذكره الناقد السينمائي وعضو هيئة المهرجان الناصر السردي، الذي أشار أيضا إلى مشاركة 19 بلدا من 4 قارات في المهرجان، ويشمل ذلك المنتجين والممثلين ووسائل الإعلام.
وأفاد "السردي" بأن 26 فيلما ستتسابق على جوائز “أفضل فيلم روائي طويل” و”أفضل فيلم وثائقي طويل” و”أفضل فيلم روائي قصير” و”أفضل فيلم وثائقي قصير”.
وستكون تونس ممثلة في مسابقتيْ أفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل فيلم روائي قصير بخمسة أشرطة وثائقية، هي “أبي، فيم أفنيت شبابك؟” للمخرج أكرم عدواني، و”الحوض المنجمي، قضية وطن” للمخرج نضال العازم، و”جمل لم تكتمل” و”بسكلات” (دراجة هوائية) لهيفل بن يوسف، و”سلوى” لإيناس بن عثمان.
وتحتكم مسابقة الأفلام الروائية إلى لجنة متكونة من المخرج علاء الدين سليم والممثلة نادية بوستة والمخرجة المصرية نيفين شلبي، أما مسابقة الأفلام الوثائقية فتحتكم إلى المخرجة والممثلة سمية بوعلاقي ومركّب الأفلام كريم حمودة ومدير الإنتاج “إيف كونت” من فرنسا.
وحسب "السردي" اختارت إدارة المهرجان في الدورة السابعة الانفتاح على الجهات التونسية، ومن بينها محافظات توزر والقصرين وسوسة وبنزرت وقابس، بالإضافة إلى النقاشات التي ستلي مختلف العروض والورشات، وسعى المهرجان في هذه الدورة إلى بعث دورات تكوينية في مجالي حقوق الإنسان وحقوق المرأة.
وبرمج المنظمون ندوات حول “حقوق الفنان” وورشات تدريبية حول “كتابة سيناريو أفلام حقوق الإنسان”، وكذلك حول “صياغة التقارير المناصرة لحقوق الإنسان”.
ويكرم المهرجان 3 شخصيات نسائية ناجحة في مجال السينما، وهن ليليا لخوة (مصممة أزياء الأفلام) والممثلتان التونسيتان آمال الهذيلي ودرة زروق.
ويحتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي في العاصمة تونس عرض افتتاح الدورة السابعة للمهرجان، حيث سيتابع الجمهور الفيلم المصري “النهارده يوم جميل” للمخرجة نيفين شلبي، ويعدّ التجربة الروائية الطويلة الأولى لها، وتم إنتاجه سنة 2021.
الفيلم من بطولة باسم سمرة ونجلاء بدر وهنا شيحة وأحمد وفيق، وفيه تتناول المخرجة نيفين شلبي 4 قصص تحوم مواضيعها حول المشاكل الاجتماعية المتصلة بالعلاقة بين الرجل والمرأة، وتدور الأحداث في مكان واحد، حيث تتطرق المخرجة إلى مشاكل العلاقات الزوجية من منظور مختلف ومنها قضايا انعدام التفاهم بين الأزواج والاغتصاب الزوجي وتأخر سن الزواج.
وجرى اختيار الفيلم ليكون فيلم الافتتاح في مهرجان القاهرة للسينما الفرانكفونية، وسبق أن حصل على شهادة تقدير من مهرجان اتحاد السينمائيين العالميين بالمملكة المتحدة، ومؤخرا حصل على تنويه شرفي من مهرجان سينما المرأة الدولي في نيجيريا.
والفيلم مقتبس من المجموعة القصصية “هضبة المقطم” للكاتب علاء سليمان، وهو من سيناريو وحوار دينا السقا ونيفين شلبي، وإنتاج شريف مندور وشركة فيلم هاوس.
ويعد المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان، “مهرجانا دوليا مخصصا للأفلام التي تدافع عن ثقافات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتروج لها، وفيه تعرض قصص من بلدان مختلفة، ويسلط الضوء خاصة على الأفلام الإفريقية والعربية بالإضافة إلى أفضل الإنتاجات الدولية بطريقة تدعو الجميع إلى التعاطف مع العدالة لجميع الناس”.
ويشجع المهرجان صانعي الأفلام الشباب من المنطقة العربية والإفريقية على معالجة قضايا حقوق الإنسان في أعمالهم، وتبادل الخبرات والمعرفة مع زملائهم من المخرجين في مختلف دول العالم.