"أبو دراسات السلام" يرحل عن عمر يناهز 93 عاماً
"أبو دراسات السلام" يرحل عن عمر يناهز 93 عاماً
أفادت وكالة أنباء "إن تي بي" النرويجية"، بوفاة النرويجي يوهان فنسنت غالتونغ، الذي يعتبر رمزا بارزا في تأسيس أبحاث ودراسات السلام والصراع، عن عمر يناهز 93 عاما، نقلا عن نجله.
وأكدت هذه الأنباء متحدثة باسم معهد أوسلو لأبحاث السلام.
حاز غالتونغ جائزة نوبل البديلة في عام 1987، وأعرب المنظمون عن تقديرهم له عبر موقعهم الإلكتروني باعتباره "أبا دراسات السلام".
كما ترك بصمته في علم التواصل، حيث ركز على معايير اختيار الأنباء.
وذكرت وكالة "إن تي بي" أن غالتونغ ألف ما يربو على 150 كتابا وكتب أكثر من 1000 مقال، وعمل كوسيط في عدة صراعات، وأثار الجدل في بعض الأحيان وتمت مواجهته باتهامات معاداة السامية.
يوهان فنسنت غالتونغ ولد في 24 أكتوبر 1930 وهو عالم اجتماعي نرويجي، وعالم رياضيات، والمؤسس الرئيسي لدراسات السلام والصراع، وهو المؤسس الرئيسي لمعهد بحوث السلام أوسلو في عام 1959 وعمل كأول مدير له حتى عام 1970، كما أسس مجلة بحوث السلام في عام 1964.
في عام 1969 تم تعيينه كأول بروفيسور في العالم في دراسات السلام والصراع، في جامعة أوسلو. لكنه استقال في عام 1977، ومنذ ذلك الحين عمل كأستاذ في عدة جامعات أخرى.
من عام 1993 إلى عام 2000 كان أستاذاً بارزاً في دراسات السلام بجامعة هاواي، حاليا مقره في كوالالمبور، حيث كان أول أستاذ في مجال السلام العالمي في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.
عرف عن غالتونغ مساهماته في علم الاجتماع في الخمسينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى العلوم السياسية في الستينيات، الاقتصاد والتاريخ في السبعينيات، التاريخ الكلي، علم الإنسان، واللاهوت في الثمانينيات.
وقد وضع العديد من النظريات المؤثرة، مثل التمييز بين السلام الإيجابي والسلبي، والعنف الهيكلي، ونظريات الصراع وحل النزاعات ومفهوم بناء السلام، كما أسس النظرية البنيوية للإمبريالية ونظرية الولايات المتحدة ككونها جمهورية وإمبراطورية في وقت واحد.
كثيرا ما انتقد غالتونغ البلدان الغربية في موقفها تجاه البلدان النامية.. وكان غالتونغ شخصية فكرية رئيسية من اليسار الجديد منذ خمسينيات القرن العشرين، وحصل على جائزة رايت ليفيلهوود في عام 1987، كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى.
غالتونغ هو باحث غزير الإنتاج الفكري والعلمي، نتيجة تقديمه مساهمات في العديد من المجالات في علم الاجتماع، هو أيضاً عضو في الأكاديمية النرويجية للعلوم والآداب.
وقالت مجلة الاقتصادي (Economist) وزميله الباحث في مجال السلام كينيث بولدينغ عن غالتونغ إن «إنتاجه كبير جدا ومتنوع بحيث يصعب الاعتقاد أنه يأتي من إنسان».