الصين تصدر أشد تحذير من أحوال جوية قاسية وسط موجة برد
الصين تصدر أشد تحذير من أحوال جوية قاسية وسط موجة برد
أصدرت السلطات الصينية تحذيرات من أحوال جوية قاسية في أنحاء البلاد الأربعاء فيما انخفضت درجات الحرارة في الجنوب وتساقطت الثلوج على بكين.
ومددت السلطات الإنذار البرتقالي، وهو الأعلى في النظام المؤلف من 3 مستويات، محذرة من أن معدل درجات الحرارة في الجنوب قد ينخفض من 6 درجات إلى 12 درجة مئوية بحلول الجمعة.
وقال المركز الوطني للأرصاد الجوية على منصات التواصل الاجتماعي إن درجات الحرارة قد تنخفض في بعض الأماكن بأكثر من 20 درجة.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن مركز الأرصاد "دعا الحكومات المحلية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة في مواجهة الطقس البارد ونصح المواطنين بالتدفئة ودعا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المحاصيل والمنتجات المائية".
وفي بكين حيث كانت درجات الحرارة عند حدود الصفر الأربعاء، استيقظ السكان ليجدوا العاصمة مغطاة بطبقة من الثلوج تساقطت ليلا.
وتباطأت حركة المرور وكانت شبه متوقفة على الطرق السريعة بالمدينة، فيما شكلت الأرصفة المغطاة بالثلوج خطرا على المشاة وراكبي الدراجات.
وقالت سلطات البلدية إن ما يصل إلى 4,1 سنتيمتر من الثلوج تساقطت في بعض الضواحي وأصدرت تحذيرا بشأن الطرق الجليدية.
ونبهت حكومة المدينة في بيان عبر الإنترنت مساء الثلاثاء إلى أنه "من المستحسن أن يقوم السكان بتغيير مشاريع سفرهم واستخدام الحافلات العامة ومترو الأنفاق وقيادة سياراتهم ببطء والحرص على السلامة".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".