مزرعة في دبي تعزز نمو شعاب مرجانية مقاومة لتغير المناخ

مزرعة في دبي تعزز نمو شعاب مرجانية مقاومة لتغير المناخ

توصّل مدير مزرعة كورال فيتا في دبي أحمد حمدي إلى طريقة لإنتاج شعاب مرجانية مقاومة لتهديدات المناخ، وتنمو بسرعة أكبر بـ50 مرة من المعتاد. 

كل يوم، يقوم أحمد بمراقبة الشعاب المرجانية المتنامية عن كثب، يقسمها إلى قطع صغيرة، ومن ثم يعيد غرسها معاً، يقضي يومه على هذه الحال بكل متعة وشغف، وذلك منذ أن أُعيد جمعها في نوفمبر ووضعها في 4 خزانات، وحسب قول المزرعة، إنها تستخدم هذه الطريقة “التقسيم والغرس” لمساعدة الشعاب المرجانية على النمو بشكل أسرع “50 مرة من المعتاد” وفق رويترز.

وحسب ما قال حمدي، “فبهذا النظام، وهو نظام حلقة مغلقة، نستطيع التحكم في درجات الحرارة وشدة الضوء والأمواج، لذلك نحن نعمل على خلق بيئة تجعل المرجان أقوى من الطبيعي، حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة في المحيط”.

وتتعهد مزرعة الشعاب المرجانية التجارية “المقامة في البر”، بأن يتم إعادة تأهيل الشعاب المرجانية التي تحتضر عبر نموذج جديد لتعزيزها من خلال عملية تسمى “التطور المساعد”، وقد فتحت فرعها في الإمارات في ديسمبر الماضي بتمويل من شركة دي.بي وورلد.

كما تعتني أعمال الزراعة المرجانية بالبقايا متناهية الصغر للشعاب المرجانية، وذلك في إطار جهود المساعدة لإنقاذها وتسريع نموها وتقويتها من أجل جعلها أكثر مقاومة لتغير المناخ عند زرعها في الخليج العربي مرة أخرى.

وتقول مزارع كورال فيتا، المتواجدة في جزر الباهاما وفلوريدا ودبي والسعودية، إنها زرعت 30 ألفاً من الشعاب المرجانية في البحر الكاريبي عام 2023، إضافة إلى أنها تتيح للناس بمختلف أنحاء العالم فرصة “ليتبنوا” شعاباً مرجانية ويساعدوا في تمويل نموها.

ولكن من الممكن أن تنخفض الشعاب المرجانية الحية بنسبة 70 إلى 90 في المئة بحلول عام 2050، في حال لم يتم اتخاذ أي إجراءات جذرية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري لبقائها عند 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل عصر الصناعة، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على التنوع البيئي والحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية