معارضو بوتين في روسيا بين السجن والمنفى والموت

معارضو بوتين في روسيا بين السجن والمنفى والموت

تشهد روسيا في الفترة من 15 إلى 17 مارس الجاري انتخابات رئاسية مع توقعات كبيرة بفوز فلاديمير بوتين على الأرجح بولاية رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات في غياب معارضة حقيقية.

وبعد موت المعارض أليكسي نافالني في السجن في منتصف فبراير، في ما يلي عرض لمصير المعارضين.

 توفي في السجن

كان أليكسي نافالني المعارض الرئيسي لفلاديمير بوتين لأكثر من عقد وتعرض للمضايقة والتسميم والسجن. وفي نهاية الأمر، توفي في 16 فبراير عن 47 عامًا في معسكر عقابي في القطب الشمالي حيث كان يقضي حكما بالسجن لمدة 19 عامًا بتهمة "التطرف".

وحمّل أنصاره وعدد من القادة الغربيين بوتين مسؤولية وفاته، ووصفها البعض بأنها "جريمة قتل"، بعد 3 سنوات من الاعتقال.

هذا المحامي السابق في موسكو والناشط في مجال مكافحة الفساد، كان قبل ذلك ضحية تسميم خطير في 2020 نُسب إلى الكرملين. وعندما عاد إلى روسيا في يناير 2021، اعتُقل على الفور.

وبعد وفاته، وعدت زوجته يوليا نافالنايا بمواصلة كفاح زوجها ودعت الروس إلى "الاتحاد" ضد فلاديمير بوتين. وهي تعيش الآن في المنفى في الخارج.

معارضون اغتيلوا 

اغتيل نائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف الذي طرح اسمه في تسعينيات القرن العشرين لخلافة الرئيس بوريس يلتسين، بالرصاص في 2015 أثناء عودته إلى منزله مشيًا، على جسر في موسكو قريب من الكرملين.

وكان نيمتسوف قد أصبح في بداية الألفية معارضا من الصف الأول لبوتين. واغتيل بعد أقل من عام على اعتراضه على ضم شبه جزيرة القرم.

اتّهم مؤيدو نيمتسوف رمضان قديروف بإصدار أمر الاغتيال، لكنّ الزعيم الشيشاني نفى ذلك.

في يوليو 2017، حُكم على 5 أشخاص من جمهوريتي الشيشان وإنغوشيا في منطقة القوقاز الروسية بالسجن لمدد تتراوح بين 11 و20 عامًا بتهمة التورّط في عملية الاغتيال هذه، لكن لم يُحدد يوما المخطّط لهذه العملية.

قبل 10 سنوات، في أكتوبر 2006، قتلت الصحفية الاستقصائية آنا بوليتكوفسكايا في بهو المبنى الذي تقيم فيه في موسكو. كانت مراسلة صحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة في روسيا، معارضة شرسة للكرملين ومعروفة بانتقاداتها للحرب الروسية الدامية في الشيشان.

 مسجونون 

يقبع معارضون آخرون في السجن وبينهم أوليغ أورلوف (70 عاما) المدافع عن حقوق الإنسان والمنظمة غير الحكومية الرمزية "ميموريال". وقد حكم عليه في نهاية فبراير بالسجن لمدة عامين ونصف العام بسبب إدانته المتكررة للهجوم الروسي على أوكرانيا.

في أبريل 2023 قضت محكمة في موسكو بسجن المعارض فلاديمير كارا- مورزا 25 عاما لنشره "أخبارا كاذبة" عن الجيش الروسي. وكارا- مورزا مسجون منذ أبريل 2022، وكاد يموت بعدما تعرّض للتسميم مرتين على حد قوله، في 2015 و2017. وهو يتّهم موسكو بتدبيرهما.

أما إيليا ياشين فيقضي حكم استئناف بالسجن 8 سنوات ونصف السنة منذ إدانته في ديسمبر 2022  لأنه أدان "قتل مدنيين" في مدينة بوتشا الأوكرانية الصغيرة القريبة من كييف حيث اتُهم الجيش الروسي بارتكاب ممارسات نفتها موسكو.

وفي يناير الماضي، حُكم على المعارض القومي إيغور غيركين (53 عاماً) القائد السابق للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا الذي أصبح من منتقدي السلطات الروسية، بالسجن لمدة 4 سنوات.

وتقضي مقربتان من أليكسي نافالني هما ليليا تشانيتشيفا وكسينيا فاديفا، عقوبة السجن بتهمة "التطرف". ووفقا لمنظمة ميموريا غير الحكومية، هناك أكثر من 250 "سجينا سياسيا" في روسيا حاليا.

وتقول "ميموريال" إن أكثر من 250 "سجينا سياسيا" يقبعون في السجون حاليا.

 في المنفى 

معظم المعارضين الرئيسيين المتبقين في روسيا مسجونون. أما الآخرون فقد فروا أو ذهبوا إلى المنفى، مثل بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف الذي اعتبر مؤخرًا "متطرفا وإرهابيا".

وقد أمضى قطب النفط السابق ميخايل خودوركوفسكي 10 أعوام في السجن بعدما انتقد بوتين في بداية الألفية. ومنذ الإفراج عنه في 2013 لجأ إلى لندن التي يمولها منها منصات للمعارضة.

وغادر عدد كبير من حلفاء نافالني روسيا مدفوعين بتسارع القمع منذ بدء الغزو الروسي.

وتعزز موسكو ضغوطها على المعارضين في المنفى أيضا.

وفتح تحقيق في فبراير الماضي في روسيا ضد الكاتب بوريس أكونين المنفي منذ 2014 في لندن، بتهمة "نشر معلومات كاذبة" عن الجيش و"الدعوة إلى الإرهاب".

عملاء أجانب

يواجه المعارضون عقوبة أخرى هي اعتبارهم "عملاء أجانب".

ألصقت السلطات الروسية هذه الصفة بمئات الأشخاص والناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين والصحفيين، وبينهم الثريان أوليع تينكوف وأوليغ أورلوف، ثم رئيس الوزراء السابق الذي يعيش في الخارج ميخائيل كاسيانوف ورئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا دميتري موراتوف.

وحلت المحاكم الروسية في نهاية 2021 إحدى ركائز الدفاع عن حقوق الإنسان في روسيا، المنظمة غير الحكومية ميموريال حائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2022، لانتهاكها قانون "العملاء الأجانب" الذي يفرض إجراءات صارمة.

كما أمر القضاء الروسي مرات عدة بحل منظمات تعبر عن آراء معارضة مثل مركز ساخاروف في أغسطس 2023 وسابقًا مجموعة هلسنكي في موسكو ومركز سوفا.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية