‏اليوم العالمي لـ "كراهية الإسلام"!

‏اليوم العالمي لـ "كراهية الإسلام"!
محمد الحمادي

يصادف يوم 15 مارس اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا) الذي أقرته الأمم المتحدة في عام 2022.. فهذه السنة الثانية التي سيحيي فيها العالم هذا اليوم. 


فقد تم إقرار هذا اليوم نتيجةً للعنف المتصاعد ضد الإسلام والمسلمين في العالم، وخطاب الكراهية الذي أصبح يشكل قلقاً لملياري مسلم في العالم، فقد تسبب خطاب الكراهية في اندلاع العديد من أعمال العنف ضد المسلمين في مختلف دول العالم، كان أكثرها بشاعة المذبحة التي شهدتها نيوزيلندا عام 2019 والتي راح ضحيتها 51 من المصلين في مسجدين مختلفين، وقام الإرهابي بتصوير جريمته وبثها على فيسبوك مباشرة ليشاهدها الملايين في العالم.

 
شخصياً أتمنى ألّا نستمر طويلًا في إحياء هذا اليوم، وأتمنى أن يتم إلغاؤه في أقرب وقت من أجندة الأمم المتحدة، لأنه عندما سيحدث ذلك، فهذا يعني أنه تم القضاء على الإسلاموفوبيا، ولم يعد هناك داعٍ لإحياء هذا اليوم من جديد.


والحقيقة أن الوصول إلى هذه الحالة لن يكون إلا إذا نجح العالم في القضاء على خطاب الكراهية ضد المسلمين فعليا، والقضاء على هذا الخطاب لن يكون بمجرد إحياء يوم واحد في العام ولساعات معدودة في ذلك اليوم، بل يحتاج إلى جهد أكبر طوال العام، فالعالم وبالتحديد الدول الغربية، بحاجة إلى أن تغير الواقع الذي يتسبب في هذه الحالة، وذلك لن يكون إلا بتغييرات وخطوات جذرية مرتبطة بتقديم صورة المسلمين الحقيقية للجمهور الغربي والعالمي، وهذا يتطلب الاستعانة بالإعلام والثقافة والتعليم. 


فكما كان الإعلام الغربي احد الأسباب الرئيسية في انتشار الاسلاموفوبيا فدوره مهم في القضاء على كراهية المسلمين، من خلال عدم الاستمرار في نشر الصورة السلبية عن المسلمين، والتوقف عن ربط الإرهاب بالإسلام والمسلمين، وكذلك دور الثقافة والمثقفين مهم جداً في إبراز تاريخ المسلمين وحضارتهم ورموزهم الذين كان لهم الدور الكبير في تقدم الإنسانية في مجالات العلوم والفنون، وكذلك من خلال إبراز انفتاح الثقافة الإسلامية والعربية على الآخر.


والأمر الآخر والأهم هو التعليم، ففي المدرسة يتشكل وعي الإنسان، فعندما تحتوي المناهج المدرسية على المعلومات الصحيحة عن الإسلام والمسلمين وتقدم الصورة الصحيحة للطالب عن الإسلام بلا شك أننا سنستطيع أن نقضي على جزء كبير من الإسلاموفوبيا، ويصبح إحياء يومه شيئاً من الماضي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية