مديرة منظمة الهجرة تندد بتصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين

مديرة منظمة الهجرة تندد بتصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين
المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية، إيمي بوب

حذّرت المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية، إيمي بوب، من تصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين في سنة حافلة بالاستحقاقات الانتخابية لنحو نصف سكان الأرض، وهي ظاهرة تؤدّي إلى تصدّع المجتمعات.

وندّدت الأمريكية الخمسينية التي باتت العام الماضي أول امرأة تتبوّأ هذا المنصب على رأس هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة بازدياد التصريحات المعادية للمهاجرين التي تغذّي "الحملات الانتخابية حول العالم"، وفق وكالة فرانس برس.

وأشارت إلى أن بعض السياسيين ينسبون كلّ المشاكل إلى الهجرة، "من معدّلات الجريمة والتضخّم والبطالة وصولا إلى انعدام الأمن"، فالمهاجرون هم في نظرها فريسة "سهلة" إذ إنهم "لا يصوّتون".

وفي الولايات المتحدة حيث تشكّل الهجرة مادة دسمة في الحملة الانتخابية، حذّر الرئيس السابق دونالد ترامب من "غزو" عند الحدود الجنوبية، ملمّحا إلى أن بعض المهاجرين الوافدين إلى البلد "ليسوا من بني آدم".

ومن شأن تصريحات من هذا القبيل أن تؤدّي إلى تداعيات وخيمة، بحسب بوب التي عملت محامية في إدارات ديمقراطية وجمهورية على السّواء.

عنف وتمييز

وقالت إيمي، "عندما يُنزع الطابع البشري عن فئة من السكان، تزداد البلاغات بحوادث العنف والتمييز"، لافتة إلى أنه "أمر سيئ للمجتمع برمّته في نهاية المطاف".

وأشارت إلى أن التصريحات التحذيرية نادرا ما تتطابق مع واقع الحال، مؤكّدة أن "الخطابات لا علاقة لها بتاتًا بالواقع".

وبعض البلدان، حيث تكثر الهجمات الكلامية على المهاجرين تحتاج في الواقع إلى هؤلاء لتحريك عجلة الاقتصاد، بحسب بوب التي استشهدت بـ"نقص اليد العاملة في أوروبا".

ولفتت المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية إلى أن مجلّة "ذي إيكونوميست" أوردت مؤخّرا أن الهجرة ساهمت في انتعاش الاقتصاد الأمريكي بعد جائحة كوفيد-19.

وشدّدت إيمي، على أن "البلدان بحاجة إلى مهاجرين... ومن شأن هذه الحاجة أن تسجل ازديادا ملحوظا في السنوات المقبلة"، داعية إلى مزيد من السبل الآمنة والقانونية للهجرة وإلى التكثيف من التعليقات الإيجابية في هذا الخصوص.

وفي عام 2023، لقي 8565 شخصا على الأقلّ حتفه في رحلات هجرة، فبات العام الماضي أسوأ سنة من حيث وفيات المهاجرين منذ البدء بجمع معلومات في هذا الصدد قبل 10 سنوات، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وهذا المجموع لا يشمل سوى الحالات المعروفة ولا شكّ في أن الرقم الفعلي هو "أعلى جدّا جدّا جدّا"، بحسب بوب التي توقّعت تواصل المنحى التصاعدي في ظلّ تكاثر النزاعات واشتداد آثار التغيّر المناخي، ما يزيد من الهجرة.

استحداث سبل آمنة

واعتبرت إيمي بوب أن أفضل وسيلة لتفادي هجرة الأشخاص في رحلات محفوفة بالمخاطر هي استحداث سبل آمنة وقانونية للهجرة.

وقالت إن "الحاجة ملّحة"، مؤكدة أن "ما من أحد يرغب في رؤية أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين يعبرون الحدود أو البحر الأبيض المتوسط أو النفق عبر المانش"، ومقرّة بأن الأمر قد "يحدث ضغطا على المجتمعات".

وعن الوضع على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، قالت "همّي الأكبر هو أن يحقّ للناس طلب اللجوء"، لكنها ندّدت بـ"عدم كفاية" سبل الدخول "الآمنة والقانونية والنظامية".

وقالت إيمي، "هذا يدلّ على الحاجة الملحّة إلى إيجاد سبل أفضل لتلبية الحاجة إلى الهجرة" في الولايات المتحدة، فمن دونها "سنستمرّ في الخضوع لضغوط عند الحدود".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية