اليوم الدولي لمكافحة السل.. جهود مكثفة للقضاء على ثاني الأمراض الأشد فتكاً بالعالم

يحتفل به في 24 مارس من كل عام

اليوم الدولي لمكافحة السل.. جهود مكثفة للقضاء على ثاني الأمراض الأشد فتكاً بالعالم

بتصنيف الأمراض الأشد فتكًا بالعالم، يأتي مرض السل في المركز الثاني بعد فيروس كورونا، إذ يحصد أرواح ملايين الأشخاص في مختلف دول العالم. 

ويحيي العالم، اليوم الدولي للسل في 24 مارس من كل عام، لتعزيز الوعي بشأن السل والجهود الرامية إلى القضاء على هذا الوباء العالمي.

ويعرف السل بأنه مرض معدٍ يُصاب به الشخص نتيجة العدوى ببكتيريا تسمى المايكوبكتيريوم، والتي تهاجم الرئتين وقد تصيب أجزاء أخرى بالجسم منها الكلى والدماغ والحبل الشوكي.

وينتقل الدرن عن طريق الرذاذ المتطاير من شخص إلى آخر عند العطس أو السعال أو البصق أو الاحتكاك المباشر وتنفس الهواء الملوث بالبكتيريا، لكنه لا ينتقل عن طريق المصافحة أو مشاركة الطعام والشراب أو التقبيل أو استخدام دورات المياه.

ولا يزال السل من بين أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم، إذ يفقد نحو 3560 شخصا أرواحهم بسبب السل يوميا، كما يصاب بهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه وعلاجه نحو 30 ألف شخص.

وتقول الأمم المتحدة إن الجهود العالمية المبذولة لمكافحة السل أنقذت أرواح 74  مليون شخص منذ عام 2000، حيث يمثل السل المرض المعدي الثاني الأشد فتكاً بعد فيروس كورونا على مستوى العالم.

ورغم جهود مكافحته، تُوفي بسبب مرض السل نحو 1.6 مليون شخص وأصيب نحو 10.6  مليون شخص في عام 2021، كما حصد في عام 2022 أرواح 1.3 مليون شخص منهم 167 ألف شخص من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لمكافحة السل لعام 2024 تحت شعار: "نعم يمكننا القضاء على مرض السل"، ما يمثل رسالة أمل تبشّر بإمكانية العودة إلى المسار الصحيح ووقف الانتكاس في جهود مكافحة السل.

وتدعو الأمم المتحدة قادة العالم إلى الانخراط على أعلى مستوى وزيادة الاستثمارات وتسريع اعتماد التوصيات الجديدة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

وسبق والتزم رؤساء الدول في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى في عام 2023 بتسريع وتيرة التقدم نحو القضاء على السل، حيث سينصب التركيز هذا العام على تجسيد هذه الالتزامات في إجراءات ملموسة.

ولمساعدة البلدان على توسيع نطاق الاستفادة من العلاج الوقائي من السل، ستصدر منظمة الصحة العالمية دراسة عن جدوى الاستثمار في توسيع نطاق نشر العلاج الوقائي من السل.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يوجد مرض السل في جميع البلدان والفئات العمرية، ولا يزال يشكل أزمة صحية عامة وخطراً يهدد الأمن الصحي، ولم يحصل على العلاج في عام 2022 إلا شخصان اثنان من كل 5 أشخاص مصابين بالسل المقاوم للأدوية.

ويمكن أن يكون تشخيص السل المقاوم للأدوية المتعددة وغيره من أشكال السل المقاوم للأدوية والسل المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري تشخيصاً معقداً ومكلفًا.

ويشكل فيروس العوز المناعي البشري والسل توليفة فتاكة، حيث يُسرّع كل منهما وتيرة تطور الآخر، وفي غياب العلاج الصحيح، يُتوفى 60 بالمئة من الأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في المتوسط من جراء السل، ويُتوفى جميع المصابين بالفيروس تقريبًا.

ويلزم مبلغ 13 مليار دولار أمريكي سنوياً للوقاية من السل وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به لتحقيق الغاية العالمية المتفق عليها في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن السل في عام 2018.

ويندرج القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 ضمن الغايات الصحية المحددة في أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة.

وتوصي منظمة الصحة العالمية باتباع عدة خطوات للمساعدة في الوقاية من عدوى السل وانتشاره، أبرزها إجراء اختبار لعدوى السل وعدم المخالطة لأشخاص مصابين بالسل والالتزام بتطبيق قواعد النظافة الجيدة عند السعال، بما في ذلك ارتداء الكمامة، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، والتخلص من الإفرازات الرئوية والمناديل المستخدمة بصورة صحيحة.

وتحث المنظمة الأممية على اتخاذ التدابير الخاصة بالوقاية من الإصابة بمرض السل، مثل أقنعة التنفس والتهوية للحد من العدوى في مؤسسات الرعاية الصحية وغيرها من المؤسسات.

وغالباً ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم، وتعرض كل الفئات العمرية لخطر الإصابة به، كما تحدث نسبة تتجاوز 80 بالمئة من الحالات والوفيات في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.

وتحدث العدوى بالسل خلال المخالطة عن قُرب على مدى فترة من الزمن مع شخص مصاب بالسل، وبالتالي يعد الاكتظاظ في المنزل أو في مكان العمل عاملًا مُهمًا من عوامل الاستعداد للإصابة بمرض السل.



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية