"إيسيسكو" تحذر من تداعيات تغير المناخ على الوجود البشري
"إيسيسكو" تحذر من تداعيات تغير المناخ على الوجود البشري
حذرت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، من تداعيات تغيرات المناخ على الوجود البشري و”عواقبه الوخيمة” على الأجيال القادمة.
جاء ذلك في كلمة للمدير العام للمنظمة سالم بن محمد المالك، أمس الاثنين، خلال أعمال المؤتمر الثالث للشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، المنعقد في مدينة جنيف بسويسرا.
وأكد المدير العام للمنظمة أن “الجهود الموحّدة والتعاون المشترك هما السبيل الأمثل لمجابهة التهديدات التي تفرضها تغيرات المناخ، وللفهم الشامل للتحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض، بالنظر لما لها من تأثير على جميع جوانب الوجود البشري وعواقب وخيمة على الأجيال القادمة”.
وأبرز “المالك” دور الرقابة البرلمانية في المساءلة والشفافية والتنفيذ الناجع للسياسات البيئية.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يكتسي أهمية كبرى في التنبيه إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية البيئة، والتعريف بالجهود البرلمانية في مكافحة تغير المناخ، الذي بات “مصدر قلق بيئي عالمي يهيمن على جدول الأعمال الدولية، ويشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم”.
وأوضح أن ما تتمتع به الهيئات التشريعية من صلاحيات دستورية، يمنحها القدرة على سن سياسات جريئة وطموحة تجعل الاستدامة البيئية من الأولويات، من خلال قوانين صارمة بشأن الانبعاثات، وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة، ودعم المبادرات المعززة للقدرة على التكيف مع تغير المناخ.
ويعقد المؤتمر الثالث للشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز تحت شعار: “تعزيز العمل البرلماني في مكافحة تغير المناخ”، بموازاة اجتماعات الجمعية العامة 148 للاتحاد البرلماني الدولي (بين 23 و27 مارس الحالي)، وفق بيان لإيسيسكو.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".