اليوم العالمي للتوحد.. ملايين الطاقات الكامنة تحتاج لوعي صحي ومساعٍ دولية
يحتفل به في 2 أبريل من كل عام
باحتياج ضروري إلى خدمات صحية ونفسية ميسرة، يقف ملايين المصابين بالتوحد، لا سيما في الدول النامية والفقيرة، بانتظار تنمية المهارات والحد من المشاكل الصحية لكسر حواجز الصمت والعزلة.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للتوحد، في 2 أبريل من كل عام، لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد على مستوى العالم على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين.
والتوحد هو حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، ويعد اضطرابًا نمائيًا يؤثر في كيفية التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويتضمن أنماطًا محددةً ومتكررةً من السلوك، وأُضيف مصطلح "طيف التوحد" للإشارة إلى وجود مجموعة متعددة من الأعراض والعلامات وعلى مستويات مختلفة من الشدة.
ويتميز التوحد بشكل رئيسي بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية، واتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.
ويعتبر معدل التوحد في جميع مناطق العالم مرتفعا ويترتب على عدم فهمه تأثير هائل على الأفراد والأسر ومجتمعاتهم المحلية، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
ولا يزال ما يرتبط بهذه الاختلافات العصبية من وصمة العار والتمييز يشكل عقبات كبيرة في التشخيص والعلاج، وهي مسألة يتعين على واضعي السياسات العامة معالجتها في البلدان النامية وكذلك في البلدان المانحة على حد سواء.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن طفلا بين كل 100 طفل يعاني من مرض التوحد، وتمثل هذه التقديرات رقماً متوسطاً ويختلف معدل الانتشار المبلغ عنه اختلافاً شديداً بين الدراسات، حيث أفادت بعض الدراسات العلمية بمعدلات أعلى بكثير.
ويعد معدل انتشار التوحد غير معروف في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تتباين قدرات الأشخاص المصابين بالتوحد واحتياجاتهم ويمكن أن تتطور مع مرور الوقت.
وقد يتمكن بعض الأشخاص المصابين بالتوحد من التمتع بحياة مستقلة، غير أن بعضهم الآخر يعاني من إعاقات وخيمة ويحتاج إلى الرعاية والدعم مدى الحياة.
ويعاني المصابون بالتوحد من مشاكل صحية مماثلة للمشاكل التي يعاني منها عامة السكان إلا أنهم قد يحتاجون علاوة على ذلك إلى رعاية صحية محددة متصلة بالتوحد أو باعتلالات أخرى مصاحبة.
ويمكن أن يكون المصابون بالتوحد أكثر عرضة للإصابة بأمراض غير سارية مزمنة بسبب عوامل الخطر المرتبطة بالسلوك مثل قلة النشاط البدني وتفضيل نظم غذائية سيئة وهم أكثر تعرضاً لمخاطر أعمال العنف والإصابات وإساءة المعاملة.
ويمكن أن تحسن التدخلات النفسية والاجتماعية المسندة بالبيانات مهارات التواصل والسلوك الاجتماعي إلى جانب تأثيرها الإيجابي في عافية الأشخاص المصابين بالتوحد والقائمين على رعايتهم ونوعية حياتهم.
ومن الضروري أن تكون الرعاية التي تستهدف المصابين بالتوحد مصحوبة بإجراءات اجتماعية ومجتمعية لمزيد من التيسير والشمول والدعم.
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للتوحد لعام 2024 تحت شعار "الانتقال من البقاء إلى الازدهار.. وجهات نظر إقليمية من حياة وتجارب الأشخاص المصابين بالتوحد"، وذلك للتأكيد على أهمية رفع مستوى الوعي العام بمرض التوحد.
وتهدف الاحتفالية الأممية هذا العام إلى جلب منظور عالمي شامل حول التوحد من خلال التركيز بشكل فريد على أصوات وتجارب الأفراد المصابين بالتوحد أنفسهم، إضافة إلى التأكيد على أهمية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأشخاص المصابين بالتوحد ليتمكنوا من تحقيق النجاح.
ويشارك في الفعالية الأممية مجموعة من المتحدثين المصابين بالتوحد من جميع مناحي الحياة يمثلون 6 مناطق: إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.
وتقول الأمم المتحدة إنه قد أُحرِز تقدم كبير في هذا المجال بفضل جهد العديد من المدافعين ومشاركة التجارب التي يعيشها الأشخاص المصابون بالتوحد على المستوى العالمي، حيث تم الانتقال من مجرد رفع مستوى الوعي إلى تعزيز قبول وتقدير الأشخاص المصابين بالتوحد ومساهماتهم في المجتمع.
ويعمل معهد التنوع العصبي (منظمة عالمية يديرها متطوعون، مقرها سويسرا) في 23 دولة على مستوى العالم، وتعد المنظمة أكبر مبادرة للتنوع العصبي وأكثرها تمثيلًا عالميًا وتنوعًا، وتهدف إلى تمثيل وتمكين الأقليات العصبية، وتعزيز القبول والتقدير والتعليم والدعوة إلى تكافؤ الفرص وحقوق الإنسان.
وفي عام 2008، بدأ نفاذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبذلك تم التأكيد من جديد على مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان العالمية للجميع.
ويتمثل الغرض منها في تعزيز جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمان تمتعهم الكامل بها على قدم المساواة، وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة، وهي أداة راسخة لتعزيز مجتمع يرعى ويشمل الجميع ويكفل تمكن جميع الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد من العيش حياة كاملة وذات مغزى.