على صحتهم العقلية والجسدية

"وورلد فيجن": أكثر من مليون طفل بغزة سيعانون من عواقب مدى الحياة

"وورلد فيجن": أكثر من مليون طفل بغزة سيعانون من عواقب مدى الحياة

 

حذرت وكالة World Vision الإنسانية من أن أكثر من مليون طفل سيعانون من عواقب مدى الحياة على صحتهم العقلية والجسدية ما لم يتم التوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية الجارية. 

 وأشارت المنظمة الإنسانية في بيان إلى أن سكان غزة يواجهون الآن مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منوهة بأن التصنيف المرحلي المتكامل وغير السياسي لمراحل الأمن الغذائي (IPC) يؤكد مؤخرًا ارتفاعًا حادًا في وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية.

وقالت: "بينما نحيي بمرور 6 أشهر على الهجمات المروعة التي وقعت في 7 أكتوبر، تظل منظمة الرؤية العالمية قلقة للغاية بشأن العواقب المباشرة والمستمرة على الأطفال في جميع أنحاء الشرق الأوسط، الذين تتحطم حياتهم وهم يتحملون العبء الأكبر من التأثير. إن التعرض للصراع والعنف يعرض صحتهم العقلية للخطر، ويواجه الكثيرون ضائقة نفسية شديدة، في حين يؤثر العنف والقيود في القرى والمدارس على حصول الأطفال على الرعاية الصحية والتعليم، مما يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة".

وقالت الرئيس التنفيذي لمنظمة World Vision UK فولا كومولافي: "مع مرور الأيام وسط هذا الصراع المستمر، قلوبنا وصلواتنا مع الأطفال في جميع أنحاء الشرق الأوسط، الذين تحطمت حياتهم بسبب 6 أشهر من الألم المستمر والعنف والأحداث التي لا يمكن تصورها. "إنهم يتحملون العبء الأكبر. وفي هذه اللحظة الحرجة، ليس هناك وقت لنضيعه. ويقع على عاتق زعماء العالم السعي لتحقيق سلام فوري ودائم. ويجب على جميع الأطراف إعطاء الأولوية لسلامة وأمن ورفاهية جميع المدنيين. وخاصة الأطفال، ولضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة إليهم".

وبدورها، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة World Vision في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا إليانور مونبيوت: "إذا انتهى الصراع اليوم وتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية، فإن خطر المجاعة لن يختفي بالنسبة لأطفال غزة. وسيكون الأوان قد فات بالنسبة للعديد من الأسر التي هاجرت بالفعل". "عدة أيام وليالٍ بدون طعام والعديد من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، إذا لم يبدؤوا على الفور في تلقي المساعدات الغذائية المنقذة للحياة والحصول على الخدمات الأساسية. علاوة على ذلك، فإن الأطفال في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة معرضون لخطر عدم معرفة طفولة طبيعية أبدًا إذا استمروا في تحمل الآثار غير المباشرة للأعمال العدائية والنزوح والقيود على الحركة، مثل الجوع الحاد والمشكلات الصحية التي يمكن الوقاية منها، فضلاً عن التوتر المتزايد وقضايا الصحة العقلية والعاطفية الأخرى".

وأكدت أن ما يحدث هو مأساة إنسانية كان لها بالفعل عواقب وخيمة على الأطفال على وجه الخصوص، الذين تم تجاهلهم إلى حد كبير في هذه الأزمة. إن سلامة وأمن ورفاهية جميع المدنيين، وخاصة الأطفال، يجب أن تكون الأولوية لجميع الأطراف. لا ينبغي أن يكون الأطفال ضحايا لصراع ليس خطأهم. ولهم الحق القانوني في الحماية. ويجب لم شمل الرهائن مع عائلاتهم. 

وأضافت مونبيوت: "يجب على جميع الجهات الفاعلة الدولية والمتورطين بشكل مباشر في الصراع ضمان حماية الأطفال الأبرياء".

وتابعت: إن الوقت ينفد إذا أردنا إنقاذ حياة الأطفال الذين يعيشون في ظل هذه الأزمة. إن يوما واحدا فقط من هذا الألم الذي لا يمكن تصوره، ناهيك عن 180 يوما، أطول من أن يتحمل أي طفل مثل هذه المعاناة غير المسبوقة. نواصل الصلاة من أجل السلام الدائم، وكذلك إنهاء جميع القيود التي تمنع وصول الغذاء والمساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المدنيين، وخاصة الأطفال وأسرهم والفئات الضعيفة".

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 33 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 75 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية