اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية برواندا.. 30 عاماً على أحلك الفصول في تاريخ البشرية
يحتفل به في 7 أبريل من كل عام
بذكريات وجراح غائرة، لا تزال الإبادة الجماعية التي شهدتها مجموعة التوتسي الإثنية وبعض المعتدلين من الهوتو في رواندا، تنزف دما بغزارة جراء العنف والكراهية.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا، في 7 أبريل من كل عام، بهدف التذكير بمعاناة من نجوا وتكريم من قتلوا في هذه الكارثة الإنسانية.
تحل في هذا العام الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا، وهي واحدة من أحلك الفصول في تاريخ البشرية، إذ قُتل في أقل من 3 أشهر ما يزيد على مليون فرد معظمهم من التوتسي، وبعضهم من الهوتو وغيرهم ممن عارضوا الإبادة الجماعية بشكل منهجي.
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه "في مثل هذا اليوم من عام 1994، وطيلة نحو من مائة يوم بعد ذلك، قُتل مليون من الأطفال والنساء والرجال من التوتسي على أيدي إخوانهم الروانديين، حيث انقلبت العائلات بعضها ضد بعض، وصار الأصدقاء أعداء، ونزل على أمة بأكملها جو قاتم من العنف العمدي الوحشي".
وأوضح غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "نحن لن ننسى أبدا ضحايا هذه الإبادة الجماعية، ولن ننسى أبدا صمود أولئك الذين بقوا على قيد الحياة ورباطة جأشهم، والذين لا تزال شجاعتهم واستعدادهم للتسامح بمثابة جذوة من النور والأمل في خضم هذا الفصل المظلم من تاريخ البشرية.. هذا العام نذكّر أنفسنا بالجذر المتعفن الذي منه تخرج الإبادة الجماعية وهو الكراهية".
وأضاف: "هذه المذبحة الرعناء التي راح ضحيتها مليون من التوتسي، ومعهم بعض من الهوتو وغيرهم ممن عارضوا الإبادة الجماعية يمكن ربطها بعلاقة سببية مباشرة بعقود سابقة من خطاب الكراهية الذي ألهبته التوترات العرقية وظلال الاستعمار التي لم تنجل".
وتابع: "قد صارت اليوم أحلك النوازع البشرية تتحرك في كل ركن من أركان العالم، بعد أن أيقظتها مرة أخرى أصوات التطرف والانقسام والكراهية، وهؤلاء الذين يسعون إلى تقسيمنا، يجب أن نوجه لهم على سبيل الاستعجال رسالة واضحة لا لبس فيها: أبدا لن يتكرر ما حدث".
واختتم الأمين العام كلمته بعبارة: "في هذه الذكرى المهيبة، دعونا نتعهد بأن نقف صفا واحدا ضد جميع أشكال الكراهية والتمييز، ولنحرص على أن الأعمال التي اندلعت في 7 أبريل 1994 لن تُنسى البتة، ولن تتكرر أبدا، في أي مكان".
وفي عام 1994، على مدى فترة 100 يوم، قتلت ميليشيا الهوتو وقوات الحكومة أناساً معظمهم من مجموعة التوتسي الإثنية ومن المعتدلين من الهوتو.
وقد بدأت المذابح في اليوم التالي لإسقاط طائرة كانت على وشك الهبوط في كيغالي عاصمة رواندا، وكان رئيسا رواندا وبوروندي على متن هذه الطائرة.
ومن المفارقات أنهما كانا عائدين من محادثات سلام هدفها التوصل إلى اتفاق سلام ووقف النزاع بين الهوتو الحكومة وجماعة متمردة من التوتسي، وأشعل تحطم الطائرة أعمال القتل.
ووفق التقديرات الأممية، فإنه بين 100 ألف و250 ألف امرأة جرى اغتصابهن خلال الأشهر الثلاثة، كما ترملت آلاف النساء من الهوتو والتوتسي نتيجة لاستمرار النزاع الكارثي.
وحاليا فإن كثيرات من النساء اللواتي نجين من المذابح مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية أو يمتن من الإيدز، ويوجد حالياً مليون يتيم في رواندا نتيجة لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994.
وتنظم الأمم المتحدة معرضا لإحياء الذكرى الـ30 للإبادة الجماعية في رواندا تحت شعار: "تذكروا.. اتحدوا.. تجدَّدوا"، كما تنظم أيضا احتفالية تذكارية في قاعة الجمعية العامة بالتعاون مع البعثة الأممية الدائمة لرواندا.
وتشمل الاحتفالية عرض شهادات حية للناجين من الإبادة الجماعية علاوة على عرض فني يجسد معاناة الناجين تحت إشراف الفنان الرواندي يانيك ندولي.
وتقول الأمم المتحدة، إن خطاب الكراهية يحرض على العنف والتعصب وذو تأثير مدمر، ومع ذلك فقد تم تضخيم حجمه وتأثيره اليوم من خلال تقنيات الاتصال الجديدة.
وتحرص المنظومة الأممية على محاربة الكراهية والتمييز والعنصرية وعدم المساواة، لأن مواجهة خطاب الكراهية عند كل منعطف يقع في صميم مبادئ الأمم المتحدة الأساسية.