وول ستريت جورنال: عزلة دولية ومقتل المئات.. حصاد إسرائيل بعد العدوان على غزة

وول ستريت جورنال: عزلة دولية ومقتل المئات.. حصاد إسرائيل بعد العدوان على غزة

بعد 6 أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، انقلب العالم رأسا على عقب وتغير كل شيء في إسرائيل، ما جعلها معزولة أكثر من أي وقت مضى، وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وبحسب الصحيفة قبل ذلك التاريخ، بات الصراع الممتد لـ75 عاما مع الفلسطينيين “يتراجع” عندما كانت إسرائيل تقترب من إبرام اتفاقيات تطبيع مع عدد من الدول العربية.

وفي السابع من أكتوبر أو “السبت الأسود” كما يطلق عليه الإسرائيليون، شهدت الدولة صدمة جوهرية قلبت إحساسها بالأمن وإيمانها بقوة جيشها بعد أن نفذت الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى داخل العمق الإسرائيلي.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني الذي يعيش كارثة حقيقية ومجاعة تلوح في الأفق في وقت بلغت فيه الحرب شهرها السادس.

تضاؤل التعاطف العالمي

وتضاءل التعاطف العالمي مع اليهود الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثالثة، إذ حلت محله صور الفلسطينيين الجائعين والقتلى في غزة. وتظهر الصور التي يتم عرضها في جميع أنحاء العالم مساحات واسعة من قطاع غزة وقد تحولت إلى أنقاض.

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن “الصور القادمة من غزة للمدن المدمرة، والعائلات التي تُقتل معا في منازلها، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، لا تظهر غالبا في نشرات الأخبار المسائية” في إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أنه بينما “يعتقد معظم العالم أن إسرائيل قد ذهبت إلى أبعد من ذلك، لا يعتقد معظم الإسرائيليين أنهم ذهبوا بعيدا بما فيه الكفاية” خلال حربهم ضد حماس.

ويعتقد الأستاذ في كلية بيت بيرل ألون بوكر، أن المجتمع الدولي يجب أن يضغط على حماس، وليس إسرائيل، لوقف الحرب.

وقال بعد أن اختتم جولة استغرقت ساعتين عبر الأنقاض مع عمال الإغاثة الدوليين في كيبوتس بيري مؤخرا: “لقد تحولت من مؤرخ إلى مرشد سياحي للهولوكوست”.

العالم غاضب من إسرائيل

وقال لعمال الإغاثة وهو يستعرض صور القتلى والمحتجزين إن “العالم غاضب من إسرائيل، وأنا أيضا غاضب من حكومتي؛ لأنها لم تفعل ما هو أفضل، ولأنها لم تعمل على خلق أفق لليوم التالي للحرب”، وفقا ما نقلته صحيفة واشنطن بوست.

وهذا الأسبوع، دفع مقتل 7 عمال إغاثة، كانوا يحاولون إطعام سكان غزة، الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير في دعمها لإسرائيل، بحسب وول ستريت جورنال.

واحتشد متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في شوارع العواصم الغربية، بعضهم يطالب بزوال إسرائيل، فيما صدمت موجة معاداة السامية وأثارت قلقا ليس فقط الإسرائيليين بل اليهود في جميع أنحاء العالم.

وكل ذلك يعزز الشعور داخل إسرائيل بأن الدولة لا يمكنها الاعتماد إلا على نفسها، وفقا لما قالته الصحيفة الأمريكية ذاتها.

وقال الكاتب والفيلسوف الإسرائيلي، ميكا غودمان، إن إسرائيل تواجه معضلة، وهي أنها تريد أن يحبها الغرب، لكن يجب أن يهابها أعداؤها في الشرق الأوسط لضمان وجودها على المدى الطويل.

وتابع أن “هذا هو المأزق الذي نحن فيه”.

جبهات مشتعلة

ومع استمرار الحرب في غزة، لا يزال الإسرائيليون لا يعرفون ما إذا كان الأسوأ قد أتى بعد، رغم مقتل المئات من جنود الاحتلال، في وقت تقلصت مساحة الأراضي الصالحة للعيش في البلاد.

وأجلت السلطات الإسرائيلية مئات الآلاف من النازحين من محيط غزة والحدود الشمالية بالقرب من لبنان من منازلهم. وبينما عاد العديد منهم إلى المجتمعات المحلية في الجنوب، لم يتمكن أي منهم من العودة إلى المجتمعات المحلية في الشمال. ولا يزال كثيرون يعيشون في الفنادق.

وتواجه الجبهة الشمالية لإسرائيل نيرانا صاروخية يومية تطلق من حزب الله.

وفي غضون ذلك، تعيش الضفة الغربية على حافة الهاوية، فيما يبدو أن حربا شاملة مع حزب الله، تبدو أكثر احتمالا مع مرور كل يوم، وفقا لتقرير وول ستريت جورنال.

وبدأت إسرائيل تشعر بالتأثير الاقتصادي للحرب، إذ اضطر مئات الآلاف من جنود الاحتياط إلى ترك وظائفهم للقتال.

ووسط كل هذا، لم تحقق إسرائيل أيا من أهدافها المتمثلة في إعادة جميع المحتجزين، وطرد حماس من غزة.

وتحد التوترات المتصاعدة مع إدارة بايدن من خيارات إسرائيل بشأن المعركة النهائية للسيطرة على رفح، حيث يحتشد فيها أكثر من مليون فلسطيني نازح على الحدود مع مصر والتي تقول إسرائيل إن لحماس 4 كتائب متبقية فيها.

ومع ذلك، حذرت الولايات المتحدة، إسرائيل من أنها ستتجاوز الخط الأحمر إذا عملت في رفح دون خطة موثوقة للحفاظ على سلامة السكان المدنيين، وهو ما يقول المسؤولون الأمريكيون إن إسرائيل لم تقدمه.

وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التأكيد على أنه إذا لزم الأمر، فإن إسرائيل ستعمل في رفح دون موافقة أمريكية.

وقال غودمان: “إذا استولينا على رفح وخسرنا أمريكا، فقد خسرنا الحرب”.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية