مسؤول أممي: لا تحسن في دخول المساعدات إلى شمال غزة رغم تعهدات إسرائيل

مسؤول أممي: لا تحسن في دخول المساعدات إلى شمال غزة رغم تعهدات إسرائيل

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المنتهية ولايته، جيمي ماكغولدريك، إن وضع سكان غزة لا يزال صعبا للغاية مع عدم وجود تحسن حقيقي في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أو دعم الرعاية الصحية الحيوية في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من الالتزامات الأخيرة التي أعلنتها إسرائيل لتعزيز عمليات الإغاثة.

وفي حديثه للصحفيين في جنيف عبر تقنية الفيديو من القدس، قال كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية الأمميين في فلسطين إن الوضع خطير في الشمال بشكل خاص وفق موقع أخبار الأمم المتحدة. 

وأشار إلى أن البعثات التي كانت مقررة لإيصال المساعدات إلى المنطقة الجمعة، ألغيت جميعها، بما في ذلك بعثة كان من المفترض أن تمر عبر معبر إيريز في سياق إعلان إسرائيل النية بفتحه منذ أيام.

وأضاف أن عواقب العمليات الإغاثية "المحدودة للغاية" إلى شمال القطاع أصبحت واضحة بالفعل، بالنظر إلى نقص وزن الأطفال عند ولادتهم. ووصف زيارته لمستشفى كمال عدوان قبل أسبوعين، حيث رأى بنفسه أن جميع مرضى جناح الأطفال يواجهون الجوع وسوء التغذية.

وأضاف: "آخر طفل رأيته كان في الحاضنة، وكان عمره يومين، لم يكن من الأطفال الخدج -لقد ولد في 9 أشهر- ولكن كان وزنه 1.2 كيلوغرام. ستكون هناك عواقب طويلة المدى، وستظهر في إمكانية نمو ذلك الطفل".

ورد ماكغولدريك على تصريحات إسرائيلية بأن أكثر من ألف شاحنة دخلت غزة في الأيام القليلة الماضية، ولكن تم تسليم حوالي 800 فقط إلى الجانب الفلسطيني.

وقال إنه "من السهل جداً على إسرائيل أن تقول إننا أرسلنا لكم ألف شاحنة، ويرجى تسليمها داخل غزة"، مجددا نداءه للسلطات الإسرائيلية للاعتراف بمسؤوليتها كقوة قائمة بالاحتلال، ومشددا على أن مسؤوليتها  "لا تنتهي إلا عندما تصل المساعدات إلى المدنيين في غزة".

سلامة العاملين الإنسانيين

وأكد المسؤول الإنساني أيضاً أن نظام الإخطار والتنسيق -الذي يشارك في إطاره العاملون في المجال الإنساني إحداثياتهم مع الأطراف المتحاربة- "غير دقيق باستمرار"، مؤكدا أنه أثار هذه المخاوف وغيرها من المخاوف التشغيلية خلال اجتماعه الأول مع رئيس القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع.

وشدد على أن العاملين في مجال الإغاثة يخشون على سلامتهم بعد مقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني من المطبخ المركزي العالمي الذي "يتمتع بوضع أفضل بكثير من بعض الوكالات الأخرى" لدى السلطات الإسرائيلية.

الوقت الضائع

وفي معرض وصفه التأخيرات الطويلة للقوافل الإنسانية عند نقاط التفتيش، أشار المسؤول الأممي إلى أن فريق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الذي أصيبت سيارته بالذخيرة الحية يوم الخميس، ظل محتجزا "لساعات" عند نقطة تفتيش على طريق صلاح الدين.

وأصر ماكغولدريك على أنه حتى الآن هذا الشهر، تم إهدار حوالي 60 ساعة بهذه الطريقة. وأضاف: "بعد ذلك ما يحدث أحياناً هو أن الوقت قد فات في النهار -لأنه لا يمكنك التحرك نحو الشمال إلا في ساعات النهار- وبالتالي يتم إلغاء المهمة في بعض الأحيان. ومن ثم تلومنا إسرائيل على إلغاء القافلة وإلغاء المهمة إلى الشمال".

هناك 3 طرق فقط مفتوحة أمام قوافل الإغاثة الإنسانية إلى الشمال في غزة اليوم: الطريق الأوسط عبر طريق صلاح الدين، وطريق الرشيد الساحلي، والطريق العسكري على الجانب الشرقي من غزة. 

وأكد منسق المساعدات التابع للأمم المتحدة أنه "في أي وقت من الأوقات خلال الشهر الماضي وأكثر، لم يكن لدينا ثلاثة أو حتى اثنين من هذه الطرق تعمل في نفس الوقت"، مضيفا أن جميع الطرق أصلا "في حالة سيئة للغاية".

"فراغ أمني"

وقال ماكغولدريك إن العاملين في المجال الإنساني في غزة يواجهون مشكلة خطيرة تتعلق بالنظام وسيادة القانون مما يعيق قدرتهم على إيصال المساعدات إلى الأماكن التي تشتد الحاجة إليها.

 وأضاف أن الشرطة في غزة لم تعد قادرة على القيام بعملها في مرافقة القوافل والسيطرة على الحشود، وأن القوافل الإنسانية معرضة لاحتمال النهب، "وهو أمر شائع في مكان يشعر فيه الناس باليأس الشديد". وقال إن مجموعات مختلفة تملأ هذا "الفراغ الأمني"، وأعطى مثلا لذلك بالاشتباك بالأسلحة النارية الذي وقع مؤخرا بين مهربي السجائر عند بوابة رفح قبل بضعة أيام، والذي أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 33 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 76 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية