إيران تنفذ هجوماً غير مسبوق بمسيرات وصواريخ وإسرائيل تعلن "إحباطه"

رداً على مقتل 16 شخصاً في قنصليتها بسوريا

إيران تنفذ هجوماً غير مسبوق بمسيرات وصواريخ وإسرائيل تعلن "إحباطه"

ردا على هجوم إسرائيلي على قنصليتها في سوريا راح ضحيته 16 شخصا، نفّذت إيران هجوما بمسيّرات وصواريخ ليل السبت/ الأحد أعلنت إسرائيل "إحباطه"، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها إيران ضدّ الدولة العبريّة، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.

جاء الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له، في خضم الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق، وفق وكالة فرانس برس.

وأكّد الحرس الثوري الإيراني شنّ هجوم "بمسيّرات وصواريخ" على إسرائيل ردا على القصف الذي نُسب إلى الدولة العبرية في الأول من أبريل، وأدى إلى تدمير مبنى قنصلية طهران في العاصمة السورية، ومقتل 16 شخصا بينهم قياديّان وعناصر في الحرس الثوري.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، في بيان "إحباط" الهجوم مؤكدا اعتراض "99 بالمئة" من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.

وقال الجيش "الهجوم الإيراني كما تمّ التخطيط له من قبل إيران أحبِط"، مضيفا "اعترضنا 99 بالمئة من التهديدات نحو الأراضي الإسرائيلية، هذا إنجاز استراتيجي مهم".

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان أن واشنطن ساهمت في إسقاط "تقريبا كل" المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل.

وشدد على أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي "التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل".

وكان المتحدّث باسم الجيش دانيال هغاري قال في وقت سابق إنّ إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ.

وتزامنًا مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفّذ حلفاء لطهران في المنطقة هجمات ضدّ إسرائيل، إذ أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتّجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلق المتمرّدون الحوثيّون في اليمن في اتّجاه جنوب الأراضي الإسرائيليّة.

وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي اعتبارا من الساعة 04,30 ت غ الأحد، بعد إغلاقه تزامنا مع الهجوم، وفق هيئة المطارات المحلية، كذلك فعل الأردن ولبنان والعراق.

انتهاء العملية

من جهتها، كتبت البعثة الإيرانيّة لدى الأمم المتحدة عبر "إكس"، إن "المسألة يمكن اعتبارها منتهية، لكن إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإنّ ردّ إيران سيكون أشدّ خطورة بكثير".

وطلبت طهران من واشنطن عدم التدخّل في هذا التصعيد، وأكدت البعثة الإيرانية "هذا نزاع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، ويجب على الولايات المتحدة البقاء في منأى عنه".

وسمع دويّ انفجارات فجرا في أجواء القدس، وفق صحفيّين في وكالة فرانس برس، وانطلقت صفارات الإنذار في المدينة. كذلك، أطلِقت الصفارات في شمال إسرائيل وفي النقب جنوباً.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) بأنّ أكبر قاعدة جوّية في النقب تعرّضت "لأضرار جسيمة" بعدما أصابتها صواريخ إيرانيّة ليلاً، وقال التلفزيون الرسمي إنّ "نصف الصواريخ التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح".

وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار "طفيفة" في القاعدة، وقال في بيان "من أصل أكثر من 120 صاروخاً بالستياً، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الإسرائيلية.. سقطت في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (جنوب) وألحقت أضرارًا طفيفة في منشأة".

كما أكد أن "القاعدة تواصل عملها ومهامها"، وأن إيران "فشلت" في اعتقادها بأنها "ستشل عمل القاعدة الجوية وستضر بقدراتنا الجوية".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال مساء السبت، إن إسرائيل "مستعدة لمواجهة أيّ سيناريو دفاعياً كان أو هجومياً".

حزب الله يستهدف قاعدة عسكرية

وفي وقت مبكر الأحد، أعلن حزب الله اللبناني الذي يتبادل القصف يوميا مع إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر، أنه استهدف بصواريخ الكاتيوشا، قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، للمرة الثانية خلال ساعات قليلة.

وقال إنه استهدف "المواقع الإسرائيلية نفح ويردن وكيلع في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا".

وأفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري بأنّها تلقّت تقارير مفادها أنّ "الحوثيين أطلقوا طائرات من دون طيّار باتجاه إسرائيل".

ولفتت إلى أنّ عمليّة الإطلاق من جانب الحوثيين تمّت "بالتنسيق مع إيران"، مشيرة إلى أنّ "الموانئ الإسرائيليّة تُعتبر أهدافاً محتملة" للهجوم.

وأتت هذه الإطلاقات بعد ساعات من قيام القوة البحرية للحرس الثوري السبت، باعتراض سفينة حاويات تحمل اسم "إم سي إس أريز" (MCS Aries) "مرتبطة" بإسرائيل قرب مضيق هرمز وعلى متنها 25 بحارا واقتادتها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

ودعا البيت الأبيض إيران إلى الإفراج فورا عن ناقلة الحاويات وطاقمها.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي إلى إدراج الحرس على قائمة "المنظمات الإرهابية" بعد احتجاز السفينة.

اجتماع لمجلس الأمن

وكان بايدن قطع عطلة نهاية الأسبوع خارج واشنطن وعاد إلى البيت الأبيض السبت لإجراء مشاورات عاجلة مع فريقه للأمن القومي بشأن الشرق الأوسط، وأدانت الدول الغربية الهجوم الإيراني.

واعتبرت باريس أنه "يتجاوز عتبة جديدة" في زعزعة الاستقرار، بينما وصفه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بـ"المتهوّر" وأكد أن بريطانيا "ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل".

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصة "إكس"، أن الاتحاد "يدين بشدة" هجوم إيران، منددا بـ"تصعيد غير مسبوق" و"تهديد خطير للأمن الإقليمي".

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة التصعيد الخطير" المتمثل في الهجوم الإيراني.

تصاعد التوتر

ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

وخلّفت الحرب آلاف القتلى والجرحى ودمارا واسعا وأزمة إنسانية حادة في القطاع أوصلت سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص إلى حافّة الجوع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على الحركة، وتشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 33686 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وخُطف خلال هجوم حماس نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية