نداء إنساني عاجل لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في الأرض الفلسطينية

نداء إنساني عاجل لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في الأرض الفلسطينية

أطلق مجتمع العمل الإنساني في الأرض الفلسطينية نداء عاجلا بقيمة 2.82 مليار دولار لتمويل جهود الوكالات الأممية وشركائها لتلبية أكثر الاحتياجات إلحاحا لنحو 3.3 مليون شخص في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية لمدة تسعة أشهر بدءا من أبريل وحتى ديسمبر.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن النداء هو جزء من نحو 4 مليارات دولار تحتاج إليها الأمم المتحدة وشركاؤها لدعم الاحتياجات الأساسية لملايين الأشخاص، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة. 

وقال المكتب إن نطاق هذه الاستجابة والعوائق التشغيلية يفوق ما شهده العاملون في المجال الإنساني من قبل في الأرض الفلسطينية وسياقات أخرى. وأضاف أن الرؤية التي يضعها هذا النداء الإنساني تتطلب إحداث تغييرات مهمة في بيئة العمل.

وشددوا على ضرورة ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام لجميع المحتاجين في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وفتح مزيد من نقاط الوصول وطرق الإمدادات البرية إلى غزة، بما في ذلك إلى شمال القطاع. 

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية أندريه دي دومينكو إن 6 أشهر مرت على العمليات العسكرية لكن نقاط العبور إلى غزة لا تُفتح بشكل منتظم بما يعيق العمليات الإنسانية.

وقال في مؤتمر صحفي تحدث خلاله من القدس عبر الفيديو إلى الصحفيين في نيويورك: "تُبذل الكثير من الجهود من جانبنا، وإلى حد ما من الجانب الإسرائيلي، لزيادة حجم المساعدات التي تدخل إلى شمال غزة. إن المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء، فهي تشمل الغذاء والصرف الصحي والماء والمنشآت الصحية.. إن استئناف توفير تلك الخدمات إلى الحد الأدنى أو المعقول يتطلب عملا هائلا لا يمكننا القيام به في الوقت الحالي".

وتواجه عمليات توصيل المساعدات عوائق منها منع الوصول الإنساني والتأخير عند نقاط التفتيش وغير ذلك من العراقيل التي تقوض قدرة مجتمع العمل الإنساني على مواصلة أنشطته.

آخر التطورات في غزة

وفي أنباء متصلة، بعد وصول بعثة من منظمة الصحة العالمية وشركائها إلى مستشفيين ومنشأة طبية شمال غزة، قال المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إنه "تم تأخير البعثة بشدة"، ما منحها وقتا أقل لتقييم المنشآت.

وأضاف: "عملية انتشال الجثث في الشفاء ما زالت مستمرة. ويقوم العاملون الصحيون بتنظيف قسم الطوارئ، كما تمت إزالة الأسرّة المحروقة. ولا تزال سلامة البناء المتبقي بحاجة إلى تقييم هندسي شامل".

أما في المستشفى الإندونيسي، فقال الدكتور تيدروس إن جهود إعادة الإعمار جارية، حيث إن المنشأة فارغة حاليا. وفي هذه الأثناء، يواصل مرفق جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية استقبال الجرحى وتقديم الخدمات الصحية الأساسية. وقال الدكتور تيدروس إن منظمة الصحة العالمية ستوفر الوقود والإمدادات الطبية التي هناك حاجة ماسة إليها في المرفق.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك الأربعاء، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن فريقاً هندسياً من الأونروا يقوم بتقييم منشآت الوكالة في خان يونس جنوب قطاع غزة من أجل العودة المحتملة للنازحين الذين يحتاجون إلى مأوى، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من تلك المنطقة.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 33 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 76 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية