الشرطة الإسرائيلية تعتقل المحاضرة نادرة شلهوب بادعاء "التحريض على العنصرية والإرهاب"

الشرطة الإسرائيلية تعتقل المحاضرة نادرة شلهوب بادعاء "التحريض على العنصرية والإرهاب"
نادرة شلهوب

 

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الخميس، المحاضرة في الجامعة العبرية في القدس، بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان، وذلك بادعاء "التحريض على العنصرية والإرهاب".

جاء ذلك في ظل حملة التحريض التي تعرضت لها شلهوب- كيفوركيان على خلفية موقفها من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية بأن اعتقال شلهوب- كيفوركيان تم من منزلها الواقع في البلدة القديمة في القدس، ونقلت للتحقيق في مركز "مفسيرت تصيون"، قرب القدس وفق موقع "عرب 48".

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أوصت النيابة العامة بالسماح لها بفتح تحقيق ضد شلهوب- كيفوركيان بشبهة التحريض على خلفية مواقفها المعارضة للحرب.

وكان المحامي الموكل بتمثيل البروفيسورة شلهوب- كيفوركيان، علاء محاجنة، قد عقب على توصية الشرطة في تصريحات لـ"عرب 48" بالقول إن "توجه الشرطة يأتي ضمن سياسة الملاحقات السياسية للمجتمع العربي من قبل سلطات إنفاذ القانون".

وأشار إلى أن "الشرطة تحاول استغلال هذه القضية من أجل وضع حدود جديدة لحرية التعبير للمجتمع العربي من خلال ملاحقتها محاضرة في الجامعة. الشرطة تعي جيدا أنه يوجد إشكال قانوني وأيضا إشكال من حيث الرأي العام العالمي للتحقيق مع كيفوركيان".

واعتبر أن ذلك يفسر توجه الشرطة للنيابة لأخذ إذن للقيام بالتحقيق رغم أنه "وفقا للقانون لا توجد حاجة لأخذ إذن مسبق للتحقيق مع محاضر بالجامعة"، وقال إن "مجرد القيام بذلك يشير إلى مدى الإشكال باتخاذ مثل هذه الخطوة".

وسبق ذلك أن علّقت الجامعة العبرية، يوم 12 مارس الماضي، عمل المُحاضرة شلهوب- كيفوركيان. وفي 27 مارس تراجعت الجامعة عن قرارها الذي كانت قد اتخذته في أعقاب الحملة التحريضية التي تعرضت لها شلهوب- كيفوركيان.

بن غفير "يبارك" 

بدوره، سارع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غير، إلى التعليق على اعتقال المحاضرة شلهوب- كيفوركيان، وهنأ الشرطة على قيامها باعتقال المحاضرة التي زعم أنها "تحرض ضد دولة إسرائيل".

وقال بن غفير إن "الاعتقال يوجه رسالة مفادها أن أولئك الذين يحرضون ضد دولة إسرائيل لن يتمكنوا من الاختباء تحت منصب أو وظيفة"، وتابع أن "فريق مكافحة التحريض على الإرهاب في الشبكة الذي أترأسه، يواصل العمل وتحديد السياسة.. كل محرض سيحل دوره".

التجمّع الطلابيّ يستنكر اعتقال بروفيسور شلهوب

وفي بيان صدر عنه، استنكر التجمع الطلابي الديمقراطي اعتقال الشرطة الإسرائيلية للبروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان، ووصفه بـ"التصرف المليشياوي"، وأكد أنه "جزء من العقلية الانتقامية والدموية التي تنتهجها القيادة السياسية في إسرائيل تجاه كل صوت يعارض الحرب ويطرح موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا ضد الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".

وقال التجمع الطلابي إن "اعتقال بروفيسور نادرة يؤكد زيف ديمقراطية إسرائيل التي تغنت بها عبر السنين، وكونها دولة فصل عنصري تلاحق كل ما هو عربي وفلسطيني على مواقفه التي تعتبر في أساس الحريات الأساسية في أي مكان طبيعي في العالم، وأنها تزداد شراسة في ملاحقة الأكاديميين والطلاب الفلسطينيين في الجامعات لما يحمله هؤلاء من قيم أخلاقية ووطنية ويعبرون عن رأيهم الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه شعبهم وقضيتهم".

وعبّر التجمع الطلابي في بيانه عن "اعتزازه الكبير بدور بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان وإنتاجها العلمي والأكاديمي الواسع والهام، حيث تعتبر واحدة من أهم الباحثين على المستوى الدولي ولها صولات وجولات في جامعات ومعاهد عالمية مرموقة، كما يعتز بموقفها الوطني والأخلاقي الصلب الذي تتخذه ضد الحرب والعدوان على أهلنا في قطاع غزة ومع حقوق شعبنا الفلسطيني رغم كل محاولات التضييق والملاحقة المستمرة عليها منذ فترة".

ودعا "كافة مؤسسات حقوق الإنسان والجامعات والمنظمات الأكاديمية في العالم لاتخاذ موقف واضح تجاه كل هذه السياسات الموجهة ضد الأكاديميين الفلسطينيين في إسرائيل"، كما دعا إلى "تفعيل كافة الجهود المحلية والعالمية من أجل تحرير بروفيسور شلهوب ووضع حد لهذه التصرفات المليشياتية التي تقوم عليها إسرائيل وشرطتها بدون أي حسيب ولا رقيب".

من هي الأكاديمية نادرة شلهوب؟

ولدت نادرة في مدينة حيفا عام 1960، لأبوين فلسطينيين ذاقا ويلات نكبة 1948، فوالدها هو المحامي الراحل جميل شلهوب كيفوركيان، الذي أصيب في قدمه خلال محاولته الرجوع متسللاً إلى حيفا، وهو ابن الـ17 عاماً عام 1948. أما والدتها فقد اضطرت خلال النكبة إلى ركوب سفينة برفقة أولادها الثلاثة (إخوة نادرة غير الأشقاء)، قبل أن تتزوج من والدها، لكي تحمي نفسها وأولادها من الموت المحتم، وفقا لموقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

وكان لنشأتها وطفولتها تأثير كبير في بلورة مسارها المستقبلي، حيث تروي نادرة كيف كان الإسرائيليون ينعتوهم -كعرب 48- (فلسطينيو الداخل) بأفظع السباب ويقذفونهم بالحجارة في طريق العودة من المدرسة دون التعرض لأي عقاب.

والتحقت نادرة بجامعة حيفا حيث درست العلوم السياسية والفلسفة وحصلت على البكالوريوس في 1980، ثم حصلت على درجة الماجستير في علم الجريمة من الجامعة العبرية في القدس المحتلة عام 1989، كما حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من معهد علم الجريمة في كلية الحقوق بالجامعة ذاتها عام 1994.

وتقيم نادرة في الحي الأرمني داخل البلدة القديمة بالقدس.

أكاديمية في جامعة بريطانية

تعمل البروفيسور نادرة شلهوب أستاذة في قسم العلوم الاجتماعية بالجامعة العبرية كما أنها أستاذ كرسي في القانون العالمي في جامعة كوين ماري في لندن. وتتمحور أبحاثها في مجال علم النفس الاجتماعي، والقانون والمجتمع.

وتُعتبر إحدى الباحثات الرائدات على المستوى الدولي في دراسة الحياة اليومية للفلسطينيين، ومنظومة الاستعمار الاستيطاني.

صدامات متكررة 

وفي عام 2019، ألقت محاضرة في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك بشأن حياة الفلسطيني اليومية، لا سيما الأطفال تحت الاحتلال، عرضت خلالها نتائج أبحاثها بشأن الموضوع، مشيرة إلى القمع الذي يتعرضون له من جانب القوات الإسرائيلية العسكرية والأمنية والاستعمارية- المدنية، مشددة على دورها الأكاديمي في نقل الحقيقة، ودورها الإنساني في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية من خلال المعرفة الجادة.

وفي أعقاب ذلك، تعرضت لحملة تحريض شعواء، شارك فيها سياسيون إسرائيليون ووسائل إعلام إسرائيلية طالبوا بإقالتها من الجامعة، ومحاكمتها.

إنتاجها الفكري والبحثي

وأصدرت شلهوب كتبا عدة منها كتاب بعنوان: "العسكرة والعنف ضدّ النساء في مناطق الصراع في الشرق الأوسط: دراسة الحالة الفلسطينيّة".

كما صدر لها في عام 2015 من منشورات جامعة كامبريدج، كتاب بعنوان: "ثيولوجيا الأمن، الرقابة وسياسات الخوف"، وأصدرت في سبتمبر 2019 كتابا بعنوان: "الطفولة المحتجزة وسياسة نزع الطفولة".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية