اليوم الدولي للأرض.. جهود عالمية لمكافحة جرائم تعطل التنوع البيولوجي

يحتفل به في 22 أبريل من كل عام

اليوم الدولي للأرض.. جهود عالمية لمكافحة جرائم تعطل التنوع البيولوجي

بجهود عالمية دؤوبة تسعى الأمم المتحدة لمواجهة التحديات التي تواجه كوكب الأرض، بالحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية التي تعد درع الأمان لتعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض.

ويحيي العالم، اليوم الدولي لأمنا الأرض، في 22 أبريل من كل عام، للتذكير بضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية لبيئة صحية وآمنة وعادلة وعالم مستقر.

ويهدف الاحتفال باليوم العالمي إلى رفع وزيادة الوعي للحفاظ على البيئة والحد من التلوث وتدمير البيئة، ولفت الانتباه إلى المشكلات التي تعاني منها الكرة الأرضية.

وترجع فكرة الاحتفال الأممي إلى السيناتور الأمريكي نيلسون ودينيس هايس عندما قاما بزيارة سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا عام 1969، حيث تملكهما الغضب والذعر عندما شاهدا كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياه المحيط الهادئ بالقرب من السواحل الأمريكية لمسافة عدة أميال بشكل يمثل تأثيراً شديد الخطر على البيئة ويهدد حياة الأسماك والطيور والأحياء المائية.

وتسبب في هذا التلوث النفطي آنذاك حدوث انفجار في أحد الآبار، ما أدى إلى تسرب أكثر من 3 ملايين غالون إلى المحيط ليقتل أكثر من 10 آلاف من الحيوانات والكائنات البحرية. 

وفور عودتهما إلى واشنطن، قام السيناتور نيلسون بدعوة المهتمين بالشأن البيئي وعرض قانون يخصص يوم 22 من شهر أبريل من كل عام كعيد قومي للاحتفال بكوكب الأرض.

وتقول الأمم المتحدة، إن "كوكب الأرض يبعث إلينا بدعوة عاجلة للعمل، لأن الطبيعة تعاني والمحيطات تمتلئ بالبلاستيك ويزيد معدل حمضيتها، ودرجات الحرارة المفرطة، وهناك حرائق الغابات والفيضانات، فضلا عن موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي الذي حطم الرقم القياسي وألحق أضرارا بملايين الأفراد".

ويمكن أن يؤدي تغير المناخ، والتغييرات التي يتسبب فيها الإنسان في الطبيعة، فضلاً عن الجرائم التي تعطل التنوع البيولوجي، مثل إزالة الغابات، وتغير استخدام الأراضي، والزراعة المكثفة والإنتاج الحيواني أو التجارة المتزايدة والمجرمة في الأحياء البرية، إلى تسريع وتيرة تدمير الكوكب.

وتحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة ضمن عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي، حيث تدعم النظم البيئية كل أشكال الحياة على الأرض، فكلما كانت النظم البيئية أكثر صحة، كان الكوكب ومن عليه أكثر صحة. 

كما تساعد استعادة الأنظمة البيئية المتضررة في القضاء على الفقر والجوع ومكافحة تغير المناخ ومنع الانقراض الجماعي للحيوانات، إلى جانب المساهمة في التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يعمل لصالح الناس والكوكب وتعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض.

الابن الضال

بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة: "إن البشرية تتصرّف كما لو كانت ابنا ضالا أنجبته أمّنا الأرض".

وأوضح غوتيريش: "نحن نعتمد على الطبيعة في ما نأكله من طعام وما نستنشقه من هواء وما نشربه من ماء، ومع ذلك قد جلبنا الفوضى إلى العالم الطبيعي، وأصبحنا نُسمّم كوكبنا بالملوّثات، ونقضي على أنواع من الأحياء ونظم إيكولوجية كاملة دون اكتراث، ونزعزع استقرار مناخنا بما نطلقه من انبعاثات غازات الدفيئة".

وأضاف: "هذه التصرّفات تؤذي الطبيعة، وتضرّ بالإنسانية، وإننا نعرّض إنتاج الغذاء للخطر، ونلوّث محيطاتنا وهواءنا، ونخلق بيئة أكثر خطورة وأقل استقرارا، ونعيق التنمية المستدامة".

وتابع غوتيريش: "يجب علينا استعادة الانسجام مع الطبيعة، وتبَنّي أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة، وحماية أنفسنا من الضرر، وعند قيامنا بذلك سنخلق فرص عمل ونحدّ من الفقر وندفع قدما بعجلة التنمية المستدامة".

وضع حد للتلوث

ومضى قائلا: "هذا يعني كبح فقدان التنوع البيولوجي، ووضع حد للتلوث، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم. وهذا يعني دعم الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وسائر الفئات الأشدّ تضرّرا من أزمات التلوث والمناخ والتنوّع البيولوجي".

واستطرد: "هذا يعني تحقيق العدل المناخي للبلدان التي تقف على خط المواجهة مع فوضى المناخ، والإسراع بحشد التمويل والدعم اللذين تحتاج إليهما البلدان للعمل على إصلاح المناخ وحماية الطبيعة وتعزيز التنمية المستدامة".

ووجه الأمين العام كلمته للحكومات قائلا: "يجب على البلدان أن تضع خططا مناخية وطنية جديدة تتماشى مع هدف إبقاء الاحترار العالمي دون 1,5 درجة مئوية".

وأضاف: "يمكن لهذه الخطط أن تقوم في الوقت ذاته مقام الخطط الانتقالية الوطنية وخطط الاستثمار الوطنية التي تشكل الأساس الذي تستند إليه التنمية المستدامة للأجيال القادمة".

الوقود الأحفوري

وأكد أنه يجب على مجموعة العشرين أن تقود عملية عالمية مموَّلة للتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري بشكل سريع وعادل، وأن تضع حدا لإعانات الدعم المدمّرة للطبيعة، كتلك التي تموّل الإنتاج الجامح للمواد البلاستيكية الخانقة للكوكب.

واختتم غوتيريش كلمته، قائلا: "إن إصلاح العلاقة مع أمِّنا الأرض لهو أمُّ التحدّيات التي تواجه البشرية. ويجب علينا أن نتحرّك الآن وليس غداً لخلق مستقبل أفضل لنا جميعا".

ووفق التقديرات الأممية، يفقد العالم 4.7 مليون هكتار (أكبر من مساحة دولة الدانمارك) من الغابات سنويا، إذ يُقدر عدد الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض حاليا بمليون نوع.

ويحمي النظام الإيكولوجي السليم والصحي الإنسان والكائنات الحية من العديد من الأمراض، حيث يمنع التنوع البيولوجي مسببات الأمراض من الانتشار السريع.

 



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية