السلطات السودانية تعيد عمل مكاتب قناتي "العربية" و"الحدث"
السلطات السودانية تعيد عمل مكاتب قناتي "العربية" و"الحدث"
أعادت السلطات السودانية، الثلاثاء، عمل مكاتب قناتي "العربية" و"الحدث" في البلاد بعد توقف إثر اتهامات حول عملهما بشأن القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكانت وزارة الثقافة والإعلام السودانية قد اتخذت قراراً مطلع الشهر الجاري بوقف عمل قناتي العربية والحدث في السودان، فيما رفضت الإدارة في القناتين القرار فضلا عن نفي صحة الاتهامات الموجهة لهما.
كما أعلنت حينذاك نقابة الصحفيين السودانيين رفضها قرار وزارة الإعلام بإيقاف قناتي "العربية" و"الحدث"، وقالت في بيان إن “قرار وزارة الإعلام بوقف قناة العربية خرق واضح لحرية الصحافة”، كما شددت على رفضها "قرارات التضييق على العاملين بمهنة الإعلام".
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل من العام الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
كذلك دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكّانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتيّة المتهالكة أصلا، وتسبّبت في تشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، حسب الأمم المتحدة.
وقد حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، الجمعة، مجلس الأمن الدولي من مخاطر ظهور جبهة جديدة في السودان تتّصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور، حيث بات السكّان على شفا مجاعة.
وقالت هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء فوري "لمنع حدوث خسائر في الأرواح على نطاق واسع والانهيار التام لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان".
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.