الأمم المتحدة تطلق مبادرة "وعد المناخ 2025" لدعم البلدان النامية ومكافحة التحديات المناخية

الأمم المتحدة تطلق مبادرة "وعد المناخ 2025" لدعم البلدان النامية ومكافحة التحديات المناخية
أنطونيو غوتيريش

أطلقت الأمم المتحدة الثلاثاء مبادرة بعنوان "وعد المناخ 2025"، وهي جزء من مبادرة وعد المناخ الرائدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتي توصف بأنها "أكبر عرض في العالم لدعم البلدان النامية في تعزيز المساهمات المحددة وطنيا وتنفيذها" لخفض الانبعاثات والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ. 

جاء إطلاق المبادرة خلال فعالية نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء، بالتعاون مع العديد من الشركاء من مختلف أنحاء منظومة الأمم المتحدة والحكومات ومجتمعات الشعوب الأصلية والمحلية والقطاع الخاص والشباب.

حملت الفعالية عنوان: "البقاء دون 1.5 درجة مئوية بحلول 2025" وهدفت إلى إبراز القيادة والعمل الجماعي لمعالجة أزمة المناخ مع اقتراب الذكرى السنوية العاشرة لإعلان اتفاق باريس في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ عام 2025 وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

يذكر أن كل طرف في اتـفاق باريس للمناخ ملزم بتحديد مساهمة وطنية وتحديثها كل 5 سنوات.

كما هدفت أيضا إلى إلهام وتعبئة العمل الجماعي، والتركيز على سبل جديدة للتعامل مع أزمة المناخ، ومضاعفة الجهود بشأن الحلول الناجحة، وتبادل الدروس المستفادة من الجهات العاملة في الخطوط الأمامية. 

وخلال حديثه في الفعالية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مبادرة "وعد المناخ 2025" تعترف بحقيقة مهمة في معركة المناخ وهي أن "الأمر ليس كله كآبة وتشاؤم"، مشيرا إلى أن العديد من البلدان تمتلك الإرادة لاتخاذ خطوات أكثر طموحا بشأن العمل المناخي.

لكن الأمين العام قال إن العالم يحتاج إلى حشد الجهود للتأكد من أن الأمر ممكن، مشيرا إلى أن "وعد المناخ" هو "مساهمتنا في هذا الجهد الأساسي"، مبينا أن المبادرة تجمع معا منظومة الأمم المتحدة بأسرها بهدف مساعدة الحكومات على الارتقاء إلى مستوى التحديات، واغتنام الفرصة، ووضع خطط مناخية وطنية جديدة تتماشى مع الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.

دفعة قوية للتنمية المستدامة

ولمبادرة "وعد المناخ" سجل مشرف، وفقا للأمين العام، فقد عملت مع 128 دولة لزيادة الجودة والطموح بشأن خططها المناخية.

ووصف الأمين العام مبادرة "وعد المناخ 2025" بأنها "أكبر وأكثر جرأة، بمشاركة المزيد من الشركاء، ودعم أكثر تخصيصا، وتركيز أكبر على الربط بين التنمية المستدامة والعمل المناخي".

وإذا تم تنفيذ هذه المبادرة على النحو الصحيح، حسب ما يقول الأمين العام، فإن خطط المناخ الوطنية ستتضاعف بوصفها خطط استثمار وطنية تعزز التنمية الوطنية.

كما يمكن لهذه المبادرة أن تعطي دفعة قوية للتنمية المستدامة من خلال ربط مليارات الناس بالطاقة النظيفة، وتعزيز الصحة، وخلق فرص عمل نظيفة، وتعزيز المساواة. وتشكل خطط المناخ الوطنية (المساهمات المحددة وطنيا) الوسيلة الحاسمة لوضع البلدان على هذا المسار.

لكن الأمين العام قال إن الخطط "معقدة"، مشيرا إلى أن البلدان النامية ظلت تطلب باستمرار الدعم لجعل هذه الخطط طموحة وجامعة وشاملة قدر الإمكان. وقال الأمين العام إن "وعد المناخ هو استجابة الأمم المتحدة لهذا النداء".

وحث البلدان على الاستفادة القصوى من كل ما توفره هذه المبادرة. ودعا الجهات المانحة إلى تزويد المبادرة بالتمويل الذي تحتاج إليه لتحقيق أقصى قدر من التأثير.

فيضانات الإمارات

على صعيد ذي صلة، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن شهر مارس كان الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ وكان الشهر العاشر على التوالي الذي يسجل الحرارة القياسية.

وقال أنطونيو غوتيريش إن الآثار المدمرة للفوضى المناخية تتراكم، مشيرا إلى العديد من الحوادث المناخية الشديدة التي يشهدها عالمنا ومن بينها العواصف المطيرة القياسية التي اجتاحت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال هذا الشهر.

ونبه الأمين العام إلى أن ما نشهده الآن هو مجرد عرض مسبق للكارثة التي تنتظرنا ما لم نتمكن من الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل بحيث لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية. وأكد أن هذا الأمر لا يزال ممكنا لكن الحاجة إلى العمل ملحة والنافذة تضيق.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية