إيران.. دعوات لمكافحة الإجهاض ومواجهة أزمة التراجع السكاني
إيران.. دعوات لمكافحة الإجهاض ومواجهة أزمة التراجع السكاني
دعا رئيس باسيج المجتمع الطبي، رضا منصوري، إلى تدخل جميع مؤسسات النظام الإيراني لمكافحة الإجهاض، وقال إن ذلك سيزيل المخاوف بشأن انخفاض عدد السكان في إيران إلى حد كبير.
وحذر منصوري، اليوم الثلاثاء، من "خطر التراجع السكاني الكارثي" مع نمو سكاني بنسبة 0.7 بالمئة، وأشار إلى السياسات والبرامج في مجال "شبابية السكان" وفق "إيران إنترناشيونال".
وقال رئيس باسيج المجتمع الطبي إن بعض المسؤولين في إيران يناقشون "تبسيط زواج الشباب" والبعض الآخر يروجون "لثقافة إنجاب المزيد من الأطفال"، "لكن الطريقة الأخرى، وهي أكثر عملية من هذين المسارين لزيادة عدد السكان، هي التعامل مع الإجهاض".
وأكد منصوري أنه إذا تم منع 30 بالمئة فقط من حالات الإجهاض في البلاد، فسيتم إضافة ما لا يقل عن 150 ألف شخص إلى عدد الولادات في البلاد كل عام، و"ذلك سيزيل المخاوف بشأن تراجع السكان إلى حد كبير".
وقال كذلك إن الحل للتعامل مع الإجهاض هو أن "تعمل جميع الأجهزة".
وفي ديسمبر من العام الماضي، أشار أمين المقر الوطني للسكان، شكیبا محبي تبار، إلى تخصيص 30 بالمئة من ميزانيات الدعم للفئات الشعبية الناشطة في مجال الإنجاب والزواج، معلناً عن "التعامل مع العوامل الفعالة في الفضاء الإلكتروني، بمن في ذلك الأشخاص الذين يشجعون على الإجهاض".
وقال ممثل علي خامنئي في محافظة ألبرز محمد مهدي حسيني همداني، في يوليو من العام الماضي، إن إنجاب الأطفال لا يقتصر على أوقات الرخاء فقط، وإن أولئك الذين يشجعون الإجهاض "يسيرون على طريق الإبادة الجماعية".
وقد بذلت السلطات الإيرانية وأئمة الجمعة، في السنوات الماضية، جهودًا كثيرة لتشجيع الإيرانيين على إنجاب الأطفال.
وفي العقد الماضي، حذر النظام مرارا وتكرارا من شيخوخة سكان إيران وانخفاض معدل المواليد وقال إنه مع الاتجاه الحالي للنمو السكاني، خلال عقدين من الزمن سيكون هناك طفل واحد لكل خمسة من كبار السن.
وقد أصدر ممثلو البرلمان الإيراني عام 2021 قانونًا بشأن "شبابية السكان" ودعم الأسرة.
وقبل ذلك، كان المرشد علي خامنئي، قد طلب مراراً وتكراراً تنفيذ خطط زيادة عدد سكان إيران.
وفي عام 2021، كشفت استطلاعات رأي عن تناقص الرغبة في إنجاب الأطفال بإيران، وعارض 70 بالمئة من الناس المستطلع آرائهم السياسات السكانية للنظام.
وأظهرت نتائج استطلاع مؤسسة "إيسبا" في فبراير من نفس العام أن 28 بالمئة من المواطنين لا يعتقدون أن إنجاب الأطفال يجعل الأزواج سعداء، و12 بالمئة من السكان لا يؤمنون بإنجاب الأطفال.
وفي السنوات الماضية، نُشرت تقارير حول تأثير المشاكل الاقتصادية والمعيشية على تراجع اهتمام الإيرانيين بإنجاب الأطفال أو إنجاب عدد كبير منهم.
يذكر أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات الإيرانية، بما في ذلك علي خامنئي، لتشجيع الإيرانيين على إنجاب الأطفال، فإن الإحصائيات التي قدمتها منظمة الأحوال المدنية في البلاد تظهر أنه في عام 2023، ولد أكثر من 17 ألف طفل في إيران أقل من عام 2022.
وفي نهاية ديسمبر 2023، قدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) النمو السكاني في إيران عام 2022 بأنه أقل من المتوسط العالمي، وأعلن أن عدد سكان إيران نما بنسبة 0.71 في المئة فقط هذا العام ووصل إلى 89 مليون نسمة.