مرصد فرنسي: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكاً بالهوية الإسلامية

سرب المرصد الفرنسي للهجرة أرقاما تتعلق بالهجرة والاندماج، من أجل خلق حالة من تخويف المجتمع الفرنسي على تآكل هويته، حيث أدرج الجزائريين على رأس قائمة المتهمين بأسلمة المجتمع، وفق "روسيا اليوم".

وأصدر المرصد الفرنسي للهجرة والديموغرافيا أرقاما تتعلق بالهجرة والاندماج، في رسالة لا يخطئها أي مراقب والتي تتمثل في الدعوة إلى وضع عقبات أمام وصول أبناء الجاليات المسلمة إلى فرنسا، وفي مقدمتهم الجزائريون الذين وضعوا على رأس قائمة المتهمين بأسلمة المجتمع الفرنسي.

وجرى استغلال الإحصائيات التي كشف عنها من قبل الأوساط اليمينية الفرنسية والتي تمثلها إعلاميا، مؤسسة "لوفيغارو"، عبر فرعها "لوفيغارو مغازين"، التي عنونت مقالها بإثارة كبيرة: "الأسلمة بالأرقام: تسارع الهجرة يعزز الوجود الإسلامي" في فرنسا.

يأتي ذلك في وقت حساس طبعه اجتياح المظاهرات الطلابية في الجامعات الغربية ومنها الفرنسية، دعما للقضية الفلسطينية وإدانة الحرب على الشعب الفلسطيني الأعزل.

وقدم مدير المرصد، نيكولا بوفريو مونتي، تحليلا لمجلة "لوفيغارو" حول العلاقة بين تدفقات الهجرة وارتفاع المطالب المرتبطة بالإسلام، حيث اتهم "الجاليات المسلمة وعلى رأسها الجزائرية بأنها ترفض الاندماج في المجتمع الفرنسي، وتصر على استحضار هويتها، من خلال تسمية أبنائها بأسماء عربية وإسلامية، وكذا ارتفاع نسبة النساء اللائي يرتدين الزي الإسلامي (الحجاب)، بنحو 10% خلال العشرية الأخيرة".

وذكر أن انتقال الانتماء الديني بين الأسر في فرنسا، يكون أقوى في الأسر المسلمة، من جميع الأصول الجغرافية مجتمعة، مقارنة بغيرها من الأسر المسيحية الكاثوليكية. فمثلا الأشخاص الذين ينشؤون في الأسر المسلمة يحافظون على دين والديهم (الإسلام)، بنسبة 91%، وقد ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 97 % بالنسبة للأشخاص الذين تربوا في أسر تنحدر من تركيا والشرق الأوسط ومنطقة الساحل في إفريقيا، مقابل 67% من الأشخاص الذين تربوا في أسر مسيحية كاثوليكية.

ووضعت الأرقام الصادرة عن المعهد الفرنسي للإحصائيات والدراسات الاقتصادية، وكذا المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية، الجالية الجزائرية وأبناءها على رأس الجاليات المسلمة التي تقيم في فرنسا وتلتزم بالدين الذي تشرّبته من أسرها، وقالت إن 89% من المهاجرين من أصول جزائرية يقولون إنهم مسلمون، في حين أن 64% من الجيل الثاني، يصرحون بأنهم مسلمون.

كما أن 89% أيضا من الجاليتين المغربية والتونسية يقولون إنهم مسلمون، مقابل 65% من أبناء هاتين الجاليتين يصرحون بأنهم مسلمون، و84% من المهاجرين القادمين من إفريقيا منطقة الساحل، يصرحون بأنهم مسلمون، مقابل 77% من أبنائهم يصرحون بأنهم مسلمون، و72% من المهاجرين الأتراك وأولئك القادمين من منطقة الشرق الأوسط يقولون إنهم مسلمون، مقابل 67% من أبنائهم يصرحون بأنهم مسلمون.

وتشير الإحصائيات إلى أن الجزائريين والمغربيين والتونسيين يعتلون الصدارة خلال الـ12 عاما الأخيرة، على صعيد الحصول على بطاقات الإقامة، ويأتي بعدهم المهاجرون القادمون من منطقة الساحل وبقية الدول الإفريقية وفي عمومهم مسلمون، وهو ما يعادل 72%، مقابل 18% فقط من بلدان أخرى، وهذا في سنة 2021.