عرب إسرائيل يطالبون بعودة اللاجئين في ذكرى النكبة الفلسطينية
عرب إسرائيل يطالبون بعودة اللاجئين في ذكرى النكبة الفلسطينية
نظم آلاف الفلسطينيين مسيرة في شمال إسرائيل، الثلاثاء، للمطالبة بحق اللاجئين في العودة ولإحياء ذكرى فرار الفلسطينيين أو إجبارهم على الفرار خلال حرب 1948.
ودعا كثيرون من بين نحو 3 آلاف شخص أيضا إلى إنهاء الحرب في غزة أثناء مشاركتهم في المسيرة قرب مدينة حيفا لإحياء ذكرى "النكبة" الـ“76” حين فر مئات الآلاف من الفلسطينيين أو طردوا في حرب عام 1948 التي رافقت قيام إسرائيل.
ورفع كثيرون منهم الأعلام الفلسطينية متشحين بالكوفية الفلسطينية في مسيرة حق العودة السنوية، في احتجاج فلسطيني نادر سُمح بتنظيمه في إسرائيل مع احتدام الحرب في قطاع غزة.
وكان كثيرون منهم يحملون زجاجات مياه، وبعضهم يدفع عربات أطفال أثناء سيرهم على طريق ترابي. ودعا آخرون إلى تحرير الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت منسقة ائتلاف نساء ضد السلاح والعضو السابق في مجلس بلدية اللد فداء شحادة، "يعني فعليا اللاجئين لحد الآن لاجئين في بلاد تانية وفي مخيمات للجوء بعدها قائمة، وطبعا هذا جزء من التحرير والعودة مش بس الاحتلال إنما كل لاجئ يقدر يرجع على وطنه وأنه يعيش ويكون موجود بالمكان اللي بده يكون فيه وهاي المسيرة الوحيدة بالسنة اللي بترجع تحكي عن حق العودة لأنه في باقي أيام السنة كأنه هو حق الكل بيحاول يزيحه عن الطاولة وما يحكيش فيه فبنرجع في هذه المسيرة بنذكر وبنأكد أن حقق العودة لازم بالآخر يتحقق".
وغادر نحو 700 ألف فلسطيني منازلهم أو أُجبروا على الفرار في حرب 1948. وقالت فداء شحادة إن عائلتها نزحت قسرا من قرية مجدل عسقلان الساحلية، حيث فر البعض إلى مدينة اللد في ما أصبح في ما بعد إسرائيل وآخرون إلى غزة. واعتبرت نفسها نازحة داخليا.
وأضافت فداء شحادة أن أعمامها وعماتها وأخوالها وخالاتها في غزة الذين قالت إنها تمكنت من زيارتهم في 2008 أخر مرة بموافقة إسرائيلية، قد نزحوا الآن مرة أخرى أثناء محاولتهم الهروب من القصف الإسرائيلي.
وقالت إنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إلى منازلهم أو متى.
وأوضحت أنها تسافر إلى الضفة الغربية أسبوعيا تقريبا لشحن شرائح الاتصال الإلكترونية لأقاربها في غزة حتى يتمكنوا من البقاء على اتصال.
وقالت إنها تنتظر في بعض الأحيان أياما حتى تصلها رسالة تقول "صباح الخير" وهذه هي الطريقة التي يعرفون منها أن من أرسلها ما زال على قيد الحياة.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني قتلوا في حرب غزة. وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أدى وفقا للإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واختطاف 253 آخرين.
يشكل الفلسطينيون نحو خمس سكان إسرائيل ويحملون الجنسية الإسرائيلية، لكن كثيرين منهم يتماهون مع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغزة.
وكل عام، يزور المشاركون في المسيرة، ومن بينهم أحفاد فلسطينيين نزحوا في حرب 1948، قرية مختلفة دمرتها أو أفرغتها الجماعات المسلحة الصهيونية من سكانها.
وترفض إسرائيل حق العودة للفلسطينيين باعتباره تهديدا سكانيا لبلد تصفه بأنه دولة قومية لليهود. وقالت إن اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يستقروا في البلدان المضيفة لهم أو في دولة فلسطينية تظهر في المستقبل.
تسلط هذه الذكرى الضوء على أطول أزمة متفاقمة للاجئين في العالم، وتعد تذكرة على أن أكثر من 5,9 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لدى الأونروا لا يزالون يعيشون وسط نزاع وعنف واحتلال، ويتطلعون إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
النكبة مصطلح فلسطيني يعبر عن المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948. وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه، لصالح إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل.
وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد أوروبي.