ألمانيا تدرس دعم عودة لاجئين أوكرانيين إلى بلادهم لسد العجز في العمالة
ألمانيا تدرس دعم عودة لاجئين أوكرانيين إلى بلادهم لسد العجز في العمالة
في ضوء نقص العمالة في أوكرانيا نتيجة للحرب، تدرس الحكومة الألمانية كيفية دعم الأشخاص الذين فروا من أوكرانيا للعودة إلى وطنهم، وذلك حسب ما صرحت به وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه.
وفي تصريحات لصحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء، قالت شولتسه عندما سئلت عما إذا كان من المخطط تقديم حوافز مالية للاجئين: "هناك اعتبارات حول كيفية دعم الناس في بدايتهم الجديدة في أوكرانيا".
وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: "من الممكن أيضًا تصور تطبيق نماذج ما يسمى بالهجرة الدائرية، أي العودة المؤقتة" وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وكشفت شولتسه، أنه سيتم خلال مؤتمر إعادة الإعمار في أوكرانيا المقرر عقده في برلين في يونيو المقبل، إطلاق تحالف كوادر فنية سيتعامل مع هذا الموضوع بمزيد من التفصيل. وأكدت في الوقت نفسه: "لن نجبر أحدا على العودة إلى أوكرانيا إذا كان لا يريد ذلك"، مشيرة إلى أن بلادها توفر لهم الحماية، وقالت: “هذا الوعد قائم”.
كانت شولتسه، أعلنت في نهاية أبريل عن نيتها دعم إعادة إعمار أوكرانيا من خلال إطلاق مبادرة دولية للكوادر الفنية.
ولفتت إلى أن هناك حاجة بشكل خاص إلى أشخاص يعملون في مجال الرعاية الصحية وفي أعمال إعادة الإعمار والبناء.
وذكرت شولتسه، أن هناك نقصا في الأطباء والمعالجين النفسيين وعمال بناء الأسقف والمهندسين المعماريين.
يذكر أنه سيقام مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في برلين يومي 11 و12 من الشهر المقبل.
وقالت الوزيرة الألمانية، إن تحالف الكوادر الفنية يهدف إلى تأهيل النساء على سبيل المثال، "لأنهن بالذات يقمن حاليا بأعمال الرجال الذين يشكلون الجزء الأكبر من وحدات القتال".
وأضافت: "نقوم بتأهيلهن لتقديم المساعدة الطارئة في طب الطوارئ، ونقدم لهن المساعدة على المدى الطويل للعمل متخصصات في مجالي الكهرباء والهندسة".
واستطردت شولتسه، قائلة إنها تسعى أيضا من أجل ضمان الاعتراف بسهولة في أوكرانيا بالشهادات التي حصل عليها العائدون في الخارج، وهذا أيضا يعد بالمناسبة من قبيل الاستعداد لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
فرار الملايين
ومنذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
قبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.