ارتفاع عدد ضحايا فيضانات البرازيل إلى 158 قتيلاً

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات البرازيل إلى 158 قتيلاً

رفعت السلطات البرازيلية عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الفيضانات الخطيرة التي تضرب المنطقة الجنوبية من البلاد منذ أسبوعين، إلى 158 قتيلا، بحسب آخر حصيلة للضحايا نشرها الدفاع المدني البرازيلي.

وحددت فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني جثتين خلال الـ24 ساعة الماضية في ولاية ريو جراندي دو سول، الولاية الأكثر تضررا من الكارثة المناخية التي خلفت دماراً غير مسبوق في تلك المنطقة من البلاد.

وتم تسجيل جميع الوفيات في ريو جراندي دو سول، باستثناء حالة واحدة في ولاية سانتا كاتارينا المجاورة، والتي تأثرت أيضًا بالعاصفة، ولكن بدرجة أقل، وانخفض عدد المفقودين إلى 88، أي أقل بستة أشخاص عن السبت الماضي.

دمار كبير

تسببت الفيضانات والأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية في إحداث دمار في 463 بلدية من أصل 497 بلدية في ريو جراندي دو سول، وهي منطقة زراعية وصناعية مهمة يبلغ عدد سكانها 11.3 مليون نسمة، أي 6% من إجمالي سكان البلاد.

وتسببت الكارثة في سقوط 2.3 مليون ضحية في هذه المنطقة المتاخمة لأوروجواي والأرجنتين، اضطر نحو 620 ألفا منهم إلى مغادرة منازلهم والذهاب إلى ملاجئ مؤقتة أو منازل أقاربهم أو أصدقائهم.

ومنذ بداية الكارثة، أنقذت السلطات البرازيلية، مع ما يقرب من 30 ألف عميل في الميدان، 82666 شخصًا و12215 حيوانًا.

ولا تزال عمليات إنقاذ الأشخاص المحاصرين بالمياه مستمرة، بعد مرور أسبوعين على الكارثة، وهناك آلاف النقاط بدون كهرباء، ونحو خمسين طريقًا مغلقة كليًا أو جزئيًا، بحسب الدفاع المدني.

ولا تزال العاصمة الإقليمية بورتو أليجري، تعاني من بعض الأحياء التي غمرتها المياه، وسيكون مطارها الدولي خارج الخدمة حتى سبتمبر على الأقل، رغم أن الوضع تحسن في الأيام الأخيرة، منذ أن بدأ منسوب النهر الذي يغمر المدينة في الانخفاض.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية